صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/40

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحالة السياسية والاجتماعيه الميلاد جع و تقيم هذه الحكومة والثوار المنهزمون فى صقلية يعلقون بالألوف على أخشاب الصلبان ولم يكن هذا الخطر الكمين خافيا على المصلحين من ساسة جرائس F الرومان في الاجيال القريبة التي سبقت ميلاد السيد المسيح فأرادوا اصلاح العيوب الاجتماعية بالرجعة الى الشريعة التي تقيد المواريث وتحرم زيادة الميراث على خمسمائة فدان ، وظن کایوس Gracchus انه عالج الاقة بانشاء طبقة جديدة من الصيارفة والتجار يحد بها من نفوذ النبلاء وأصحاب الضياع المتبطلين، واضطر هو وأخوه الى تموين المعوزين بأغذية تبيعها الدولة بأقل من تكاليفها ، ولكن عوامل الخراب كانت في تلك الاجيال أعمق وأفعل من عوامل العمار والصلاح ، فلما حاول يوليوس فيلبس فى سنة ) ١٠٤ قبل الميلاد ( أن ينظم الاقطاعات بتشريعاته الزراعية قال فى خطابه التفسيرى ، كما روى شيشرون ان ملاك الارض في مدينة رومة لا يزيدون على ألفين . . . وازدادت هذه الحالة سوءا في عصر أو غسطس المجيد كما يوصف في التواريخ ، فالت المستعمرة الافريقية الى قبضة ستة من المتبطلين ، وفيها ألوف من الارقاء المسخرين وعصر أوغسطس المجيد هذا هو عصر الميلاد الذي قال فيه السيد المسيح في رواية الحوارى متى ( ان للثعالب أوجرة ولطيور السماء أو كارا ، وأما ابن الانسان فليس له أين يسند رأسه .

والواقع انه كان عصرا مجيدا بقوة السيف دون كل قوة أخرى من القوى الانسانية ، وقد أخذت رومة من قوة السيف كل ما تعطيه : فتوح واسعة وسطوة تصد الاعداء وتقمع الثائرين وألقت رومة بكل اعتمادها على هذه القوة فأصبحت لها سندا لا

---