صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/41

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

غنى عنه ، وانتهت بها الحاجة الى تلك القوة أنها ألقت بنفسها على فباعتها حريتها وكرامتها ، وضيعت الجمهورية في مذبحها المعبودة f سبيل القيصرية المطلقة ، بل رفعت القيصر الى مقام الربوبية ، فخلعت على القيصر أو غسطس لقب اله وقررت عبادته مع الالهة ورصدت له شهرا فى السنة لا يزال معروفا باسمه الى اليوم، وتتابعت بعده عهود القياصرة العسكريين من أمثال طراجان وهادريان وغيرهم من المتشبهين بهم ، حتى عز عليها آخر الامر أن تجد القياصرة العسكريين وكان القانون والنظام فخر رومة .. ول ، قضاع القانون مع السلطان المطلق ، وضاع النظام مع التفاوت البعيد بين الحاكمين والمحكومين ثروة وترف وطغيان من ناحية ، وفقر وضنك وعوان من ناحية ، ولا نظام للدول مع اختلال التوازن في المجتمع ، بل لا نظام للحياة نفسها ولا قيمة لها مع افراط النعيم حتى السام من الحياة ، وافراط الشقاء حتى النقمة على الحياة ، فصدق في رومة كلها وصف السيد المسيح لذلك الرجل الخاسر الذي كسب العالم وضيع نفسه ، فضاع وأضاع ہیں ولم يستقر الأمر للدولة الرومانية في فلسطين دفعة واحدة على اثر افتتاحها ، لان التنازع بين الرومان والفرس لم يترك للبلاد قرار في مدى عشرين سنة . وانقسم الى الدولتين : منهم من يشايع الفرس ومنهم من يشايع الرومان، واشتد التناحر بين الفريقين اشتداد اخرج بهم الى ضراوة الوحشية في مناصب الدين فضلا عن مناصب الدنيا ومن أمثلته أن أنصار الفرس تغلبوا على أنصار الرومان في بيت المقدس وكان أنصار 4 4 الفرس يرشحون رئاسة الكهنة انتيجونس بن اور سطبونس فقيض هذا بيديه على مزاحمه هیرکانوس و قضم أذنه بأسنانه on - ٤١ -