صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/42

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ح الحالة السياسية والاجتماعية فى عصر الميلاد ليحول بينه وبين وظيفة الكهانة طول حياته ، اذ كانت هذه الوظيفة محر. بة على المشوهين ودوى العامات وكان في البادية الجنوبية من فلسطين زعيم مشهور بالحصافة والحزم على رأس قبائل الادومیین عرف بفراسته و بعد نظره ان الكفه الراجحة فى النزاع على فلسطين لدولة الرومان، فانضوى اليها واستبسل في مونتها ، فكافأته على خدمته بتنصيبه منكا على اليهودية والسامرة والجليل حيث ولد السيد المسيح، وكافاهم هو بالتمادي في محاكاة المدنية الرومانية ، وأوحت اليه حصافته أن بداهن السلطة الدينية ويداهن السلطة الدنيوية في وقت واحد فتعالى فى أخيرة اليهودية التي كانت قبيلته تدين بها على سبيل المداراة والمجاراة. وتغالى فى محاكاة الرومان والاغريق بالازياء والمساكن والشارات والاسماء ، وتكفل باتمام بناء الهيكل على نفقته ، ثم تكفل بترشيح رؤساء الهيكل من بين أعوانه «المترومنين هذا التعبير، لعلهم يدارون شططه في محاكاة الرومان و مجافاة التقاليد العبرانية كلما احتاج الى التوفيق بين النقيضين هذا الجهد المضنى فى التقريب بين الطرفين مات وهو مغضوب عليه أشد الغضب من أبناء دينه ، وحدث قبيل وفاته أن طائفة الغلاة ثارت على مبانيه وانصابه لتمسح منها معالم الوثنية ، فعقد لهم محكمة علنية وأمر باجناده فحملوه الى المحكمة، حيث قضى عليهم بالحرق وهم أحياء ! وقبض على الزعماء المحبوبين فحبسهم وأوصى أخته أن تقتلهم اذا مات قبل اعلان لتذهب حسرة الشعب عليهم بفرح الشماتة فيه، فلا يمتعهم في ذلك اليوم بالفرح الذي ترقبوه و قمت البلية بتقسيم البلاد بين أبناء هيرود الثلاثة ، فوقعت الجليل - حيث ولد السيد المسيح - في حصة ميرود الثاني انتيباس، ووقعت اليهودية فى حصة ارخلاوس، ووقعت مشارف ان صح ومع وفاته هیرود