صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/43

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحالة السياسية والاجتماعية الشام في حصة فيلبب وكان من مراسم الولاية أن يذهب الملك الى رومة ليتلقى عهد الامارة من يدى القيصر ، فهذا الذي يشير اليه السيد المسيح فى مثله المشهور كما رواه الحواري لوقا حيث يقول ما فحواه : كان انسان شريف النسب ذهب الى كورة بعيدة ليأخذ لنفسه ملكا ويرجع ... وأما أهل مدينته فكانوا يبغضونه فأرسلوا وراءه سفارة يقولون : لا نريده ملكا علينا O ولكن القيصر أقر الابناء الثلاثة في ولاياتهم ، وخرجت البلاد ممزقة بين أبناء ميرود وحكومات النبطيين والمدن العشر، وقصدت رومة بهذا التمزيق أن تخيف ولاية بولاية وتلجئهم إلى التنافس بينهم في مرضاتها ، وتتخذهم جميعا درعا تدفع به غارات الصحراء وهياج المتعصبين ومن المتواتر - خاصة مع تصحيح تاريخ السنة كما سيأتي بعد - ان السيد المسيح ولد فى أعقاب ثورة جائحة اشتعلت في أقاليم فلسطين اليهودية على الخصوص، وأهدرت فيها دماء الألوف من الغلاة وأتباعهم لانهم هبوا فى وجه الدولة الرومانية محتجين على صدور الأمر بالاحصاء العام، وليس الاحصاء بطبيعة الحال سببا لاشعال نار انورة بين أبناء أمة مطمئنة . ولكنه اشعل نار الثورة فعلا لأنه أثار بين الاسرائيليين مشكلنين قديمتين من مشاكل فلسطين : احداهما مشكلة الاعتراف بملك غير يهوا » الذى يؤمن الشعب اليهودى انه هو الاله وهو الملك، وان مبايعة الشعب لغيره كفر وخيانة يعاقبه عليهما بالضربات والمحن ولا يغفرهما له الا بعد كفارة تضيع فيها الأزواج والأموال ، فاذا دان اليهودي الملك غير ) يهوا » أو غير مستحاله المختارين فهو مطرود من رحمة الله مستحق للعداب والحرمان الشعب الاسرائيلى أن الاحصاء مقدمة لفرض السادة القيصرية عليهم فردا فردا و تقييدهم عبيدا للفيصر مطالبين وقد حسب - ٤٣ -