صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/44

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حد الحالة السياحية والاجتماعية فى عصر الميلاد حمد بعبادته وافتتاح الصلوات باسمه، وكان فقهاء اليهود يذعنون للجزية وهى تؤخذ منهم عنوة عن طريق الالتزام الذي لا يخص الأفراد بالاسماء بل يؤخذ جملة على الاكوار والاقاليم ، ولكنهم كانوا ينكرون اداء الجزية من ناحية المبدأ أشد الانكار ، ويحكمون بكفر من يجيزها ويشترك في تحصيلها وينبذونه من الجماعة وينبذون معه من يعاشره ويتحدث اليه ، ولهذا، دبروا مكيدتهم للسيد المسيح ليسألوه مام جمهرة الشعب عن اداء الجزية هل يجوز أو لا يجوز ، فأرسلوا اليه تلاميذهم من الهيروديين قائلين : ه يا معلم ! انك صادق تعلم بالحق ولا تبالى أحدا لأنك لا تنظر الى وجوه الناس . فقل لنا ماذا تظن ؟ أيجوز أن نعطى جزية القيصر أم لا يجوز ؟ « فكان جوابه المشهور أرونی معامله الجزيه ! ونظر الى الدينار الرومانى فسألهم : لمن هذه الصورة والكتابة ؟ فما أجابوه انها لقيصر قال لهم : أعطوا اذن ما لقيصر لقيصر وما الله لله وأسكتهم جوابه لانهم لا يرفضون العملة القيصرية مع وجود العملة اليهودية ، ولو كانوا يستنكرون اداءها حقا لا نكروا كسبها و دخارها ، وقد كانوا يكسبونها ويدخرونها ما عدا طائفة الغلاة منهم ، وهى التى ثارت عند تقرير الاحصاء العام أما المشكلة الأخرى التى أثارها تقرير الاحصاء ، ھی مشكلة فقد كان اليهودي الضريبه وعسف الجباة في تحصيلها يؤدى ضريبتين احداهما للهيكل والاخرى للدولة ، وقد جاء في الأناجيل أن رسل الهيكل كانوا يطلبون ضريبة من السيد المسيح و تلاميذه وانه عليه السلام مثل مرة أن يؤديها فقال لتلميذه سمعان : ما تظن يا سمعان ؟ ممن يأخذ ملوك الارض الجباية أو الجزية؟ أمن بنيهم أم من الاجانب؟ قال له التلميذ : بل من الاجانب فقال السيد المسيح : اذن أن البنين أحرار ولكنه عاد فأمر -11-