صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/45

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حب الحالة السياسية والاجتماعية فى عصر الميلاد F تلميذه باداء الضريبة عنه وعمن معه من التلاميذ وقد كان اداء ضريبتين عبئا فوق طاقة الفقراء ، ولكنه - مع العسف فى تحصيل ضريبة الدولة كان عبئا لا يطيقه الموسرون فضلا عن الفقراء ، لان الدولة كانت تحصل الضريبة بطريق الالتزام والمزايدة، فاذا حان الموعد السنوى فتح باب المزايدة ومنح صاحب المزاد الراجح حق التحصيل طوال العام ، وكان الجباة أو العشارون يأخذون لأنفسهم شيئا غير الذي يسلمونه للملتزم وكان الملتزم يأخذ لنفسه شيئا غير الذي يسلمه الخزانة الدولة ، فكان المال المحصل يربى على ضعفى المال المطلوب ولهذا كانت طائفة العشارين بغيضة الى الشعب وكان الشعب الاسرائيلى لا يغتفر لأناس منه أن يتجردوا الخادمة الملتزمين الاجانب ويبتزوا المال حراما من أرزاق المعوزين، ومن ثم كان انكارهم على السيد المسيح انه كان يخاطب العشارين ويدخل بيوتهم ويستمع الى مناجاتهم، ولكنه كان يستمع لهم ويوصيهم بالامانة في الجباية يسألونه : يا معلم ! ماذا نفعل ؟ فيقول لهم : لا تستوفوا أكثر مما فرض لهم، ويقول للجند الذين يصاحبونهم : لا تظلموا واكتفوا بعلائفكم .. لأن الدولة كانت ... • أحدا ولا تشوا بأحد ترسل الجنود يجمعون طعامهم و علائف مطاياهم من الناس ! فلما صدر الأمر بالاحصاء العام توهم الدهماء ان الدولة لا تكتفي بما تحصله جملة وتنوى أن تزيد عليه ضرائب تستوفيها ( من الأحاد فردا فردا مع الشطط في تحصيل ضرائب الالتزام فاستجابوا داعى الثورة من الغلاة، وغضبوا لعقائدهم كما غضبوا لأرزاقهم ، حين أمروا بالعودة الى بلادهم ليسجلوا أسماءهم حيث ولدوا أو حيث يقيمون ومما لا خلاف عليه بين المؤرخين الشرقيين والاوربيين أن الحالة السياسية في فلسطين خاصة كانت على أسوأ ما تكون ، ولكنها ٤٥ -