صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحالة السياسية والاجتماعية فى عصر الميلاد منه . حتى كانت قد سبقتها رسالات تمهد لها وتعمل في وجهتها عمل الرواد السابقين، وقد كان اقوى هؤلاء الرواد يحيى المغتسل أو يوحنا المعمدان وان لم يكن هو الرائد الوحيد في طريق الرسالة والنبوة ، فجعل للتطهير رمزا من الاغتسال بالماء واثارها حملة شعواء على بؤرة الفساد فى رمنه وهو بلاط الملك هيرود، فانها البؤرة التى استبيح فيها الفخور بالمحارم والبناء بهن على غير شريعة وقتل الاخوة والابناء وتدنيس العبادة والقداسة بالبدخ والجسارة على المنكرات ، فكانت جسارة النبى لى التطهير كفنا الجسارة الطاغية الاثيم على الدنس والخيانة ، وقضى على الرسول أن يكون عاجل الرسالة في حملته الصراح وخرج من الميدان شهيدا يجر وراءه جثة ميت بقيد الحياة ، فان جسد هيرود قد أكله الدود قبل دفنه ، وان عهده لقد وصف نفسه أصدق صفاته حين بذل رأس النبي هدية لراقصة مبذولة الجسد ، ولا جرم يكون عصر يحيى المغتسل عصر رسالة عاجلة او عصر ارتياد وتمهيد : هجمة من هنا وهجمة من هناك تم تبدأ المعركة التي تستوفى الميدان كله . ولا تنحسم ما بين صباح ومساء . AUCHER AD