صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/50

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحياة الدينية في العالم كان هو السنة الطبيعية التى تؤيدها جميع الاسباب ولا ينقضها سبب واحد صالح للتعليل كان اتخاذ النحل الشرقية موافقا للقياصرة وموافقا للرعايا في وقت واحد، فقد كان القياصرة بطمع ون في الربوبية وكانوا يسمعون ان كهان المعابد فى الشرق يعلنون حلول الالهة في أجسام الملوك، ويرشحونهم للعبادة ولم تزل المناداة بالاسكندر ابنا للاله آمون ، خبرا يتناقته المطلعون على سيرة ذلك الفاتح ويتشبه به منهم من يطمح مثل طموحه ويفتح مثل فتوحه ، وجر هذا المطبع الغريب الى فتنة عنيفة في وطن السيد المسيح حسين تصدى الملك انطيوخس - خليفة الاسكن ـــدر - يطلب الربوبية نفسه بالالهی او صاحب الشارة الالهية وقد كان رعايا الدولة الرومانية خليطا من الشعوب المختلفة وسري هذا الاختلاط الى الجيوش التى كانوا يسوقونها الى المشرق ويتركونها فيه زمنا ثم يتعمدون ابقاءها ثمة بعض الاحيان اتقاء لمنازعاتها كلما أطالت البقاء فى العاصمة ، ولم يكن من شأن هذا الخليط ان يتعصب لعبادات رومة او يعرض عن عبادات غيرها فوافقه ان يتشبه بالمشارقة كما الاسكندر لطلب الربوبية من القياصرة ! وسمی Magic ولم تزل سمعة الشرق عند الغربيين منذ القدم انه هو مهبط الاسرار العلوية وأنه تعلم من خبر السماء مالا تعلمه الامم الغربية ، وان كهان الشرق سحرة يطلعون على الغيب وينفذون الى بواطن الديانات، وكلمة السحر عن دهم منسوبة الى المجوس ، والسحر البابلى فى كل لغة مضرب المثل من الزمن القديم الى الزمن الحديث، وتوقيت الزمن بالاسابيع التي يسيطر كوكب من الكواكب على كل يوم منها تراث شرقی موغلی ABC - LIBRARY