صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/51

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحياة الدينية في العالم في القدم، لاتزال بقاياه فى التقويم الاوربي من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب فلا عجب أن يؤخذ القوم بهذا السحر يسلموا لابناء الشرق بأخبار السماء واسرارها ، مادامت الارض فى ايديهم يحكمونها كما يشاءون ، ويجدون من الكهان والسحرة من يبايعهم عليها باسم السماء ! لهذا زحفت على العالم الرومانى نحلة ( مترا ، ونحلة « ايزيس » ونحلة المتنطسين كما زحفت عليه نحلة اورفیوس اليونانية من آسيا الصغرى، ومرجعها هي. ايضا الى الشرق القديم وقد شوهدت آثار العبادة المثرية فى اقصى اقطار الدولة الرومانية من المغرب : شوهدت فى آثار السور الروماني بالبلاد الانجليزية كما شوهدت فى غيرها ، وشاعت العبادة بين شبان الجيش لان : مترا ، كان شخصية مزدوجة تجمع بين صفتين محبوبتين : احداهما صفة النور الذى يبدد الظلام والحق الذي يمحق الباطل ، والاخرى صفة المناضل رب الجنود الذى قيل في كتاب المجوس المعروف بكتاب الافستا ، انه يسوق جحافله منتصرا لتغليب اله الخير اورمزد على اله الشر أهريمان ، كذلك اله محبوب عند غير الجنود كالرعاة والعاملين بالليل وهو يعبده الرعاة والملاحون ويهتدون بنوره في اعمـ سالهم الليلية ويعتقدون انه يولد فى الجسد الأدمى كما يولد الفقراء في كهف مهجور ، ولهذا يتخذون له المعابد من الكهوف ، وربما حببه إلى العباد ذلك الحنين المعهود في الناس إلى استطلاع الاسرار والطموح الى الترقى فى درجات العلـ م بالمجهول ، فقد كانت لعب درجات سبع ينتقلون فيها من درجة الى درجة على ايدى الائمة المختارين، ويتعاطون الشعائر فى كل احتفال سرا او جهرا على ـاده · Y 1011