صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/53

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحياة الدينية فى العالم بين الرومان ماكان للنحــ سل الشرقية الخالصة ، ولعلهم كانوا الاسرار الدينية اختصاصا للشرق القـ يحسبون D دیم ويرجعون الى اليونان في مسائل الفلسفة والفن والخط ابة وبخاصة بعد ان تحولت الديانة الاورفية » الى ديانة شرقية تجرى على سنة الشرق في التقشف والاخوة الروحية ، وقد نشأت الأورفية اليونانية نشأة فنية وقيل في وصف أورفيوس انه كان يعزف على أوتاره فيقبل عليه الوحش والنعم والطير و تنسى ضراوتها وهى تصغى اليه ثم اصبح التأليف بين الضواري والنعم رمزا الى التأليف بين القلوب وانتزاع الشر من نفوس الاقوياء ، وجاء عصر الميلاد والأورفيون يدينون بالزهد والتقشف ويحرمون اللحـ وم ويلبسون الثياب البيض ولا يذوقون الحمر الا فى مراسم القربان، واحتفظوا بعقيدة اليونان الاقدمين في اساطيرهم عن أورفيوس الفنان فزعموا انه يزور عالم الموتى ويعود منه وجعلوا لهم موعدا يحزنون فيه على موته وموعدا يحتفلون فيه يبعثه ، وتشابه الاحتفال ببعثه والاحتفال ببعث أدونيس اله الربيع ، وكثيرا ماقيل في كتب المقابلة بين الاديان ان اتون الاله المصرى و ادونيس الاله اليوناني وادونهى بمعنى السيد او الرب باللغة العبرية اسماء عدة ترجع الى مصدرها المصرى القديم

ومن الواضح ان هذه النحل التي كانت تصطفى الاعضاء والمريدين وتحتفظ بالعبادات والرموز للصلوات السرية لم تكن دیانات عامة تبشر الامم كافة بظواهرها وخوافيها ، وانما كانت في جوهرها اشبه بالروابط والجماعات التي تضم اليها المشتغلين بغرض واحد او المتفقين فى المزاج والعاطفة ، وكانت اقرب SETARET DAY -05-