صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/55

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحياة الدينية فى العالم D لهذا الرب » او لتلك « الربة او تتردد فى مواسم الطبيعة بصبغتها التي كانت تمتزج بالدين على عادة الاقدمين ، وكانت . سياسة الدولة الرومانية تساير هذا الشعور بل تشجعه وتحض عليه ، اذ كانت القاعدة الذهبية عند دهاقين السياسة من الرومان أن الشعوب لاتهتم بمن يسوسها متى وجدت الخبز واللعب بين يديها ، ومن اللعب الذن يكلف الدولة شيئا ان تفرح جماهير العامة بالاعياد وتتسابق في المواسم والموالد وتصبغها كما تشاء بصبغة القداسة ، فذلك أسلم من التنازع والفتنة والصدام وجملة ما يقال عن الحياة الدينية يومئذ في العالم المعمور انها كانت حياة تقليد او حياة تطلع ورغبة في الاعتقاد عن بحث وبينة انفة من عقائد التقليد، وانها كانت تجرى في مجراها الى العالمية التي تعم الناس ولا تخص كل أمة بعقيدتها على حسب جنسها واصلها ، واهم من هذه العالمية فى النحل والمحافل «عالمية» في اللغة والثقافة حطمت اقوى الحواجز التي كانت قائمة قبل ذلك زهاء عشرة قرون، فقد كان العبرانيون يؤمنون ان العبرية لسان « يهوا » الذى يخاطب به الانبياء ويناجى به الكهـ في المحارب ، فلم يلبثوا أن قبلوا الدعاء واستمعوا الى كتب الوحى باللغة الآرامية، وما يشابهها من اللهجات السريانية ثم سمحت طائفة كبيرة منهم بترجمة التوراة الى اللغة اليونانية في القرن الثاني قبل الميلاد ، ثم استرسلت هذه الحركة الى مداها فكانت الآرامية هی اللغة التي بشر بها B هی C في الميلاد وما بعده ، عصر المسيح والتلاميذ، وكانت اليونانية هي لغة الاناجيل ـان وكانت السريانية لغة التوراة والانجيل معا ولما ينقض اكثر من قرن واحد على مولد السيد المسيح

واهم الظواهر التي تسجل في سياق الكلام على الشؤن الدينية 10-