صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/59

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهي د على الحالة الفكرية في عصر الميلاد الشجر ولا ينظروا فى المرأة الى جانب النور ، ومنهم من كان يعظ الحيوانات لانهم يؤمنون انهم يخاطبون أرواحا تسكنها الى حين ، وعندهم ان الناس درجات بشر و انصاف من بشر والهة ، و فيثاغوراس أحد هؤلاء وكان فيثاغوراس يقبل الرجال والنساء في اخوته ويوجب المشاركة فى الاقوات والمقتنيات التي تصل إلى ايدى الجماعة ويؤمن اتباعه بعد موته بأنه يلهمهم الكشوف العلمية ويلقنهم عظات الحكمة والخلائق الحسنة وان الحياة كانت ( فرجة » عنده كذلك عند من يشبهونه . فالعالم فى رأى الفيثاغوريين كساحة الالعاب الاولمبية، يقصدها أناس للتكسب وهم أخس الزائرين ، ويقصدها اناس للمباراة وهم فوق ذلك ، ويقصدها اناس للفرجة وهم أرقى منهم جميعا ، وكذلك الفلاسفة الذين يزورون العالم للتأمل والنظر هم ارفع من المتكسبين والمتنازعين على جوائز الميدان والافكار الفلسفية نفسها هي وحى من الله ويردون اشتقاق باليونانية Theory الى اسم الله تيوس امة ثيو فكل حكمة عندهم فهى من الحكمة الالهية يتلقاها الباحث بالرياضة والمناجاة « والانسجام ، بينه و بین موسیقی الكون . اذ الكون كله عندهم نسب عددية موسيقية وصورة كماله عدد الاربعة ، لعله العناصر الاربعة التي تخلق منها جميع كذلك عندهم الاشياء لانه يجمع Theos وقيل ان لهم أغراضا سياسيه وانهم كانوا يتأمرون على الدولة في اجتماعاتهم السرية ، وقد عاش فيثاغوراس في القرن السادس من الميلاد وساح في بقاع العالم المعمور كله، وبقيت نحلته او اخوته فى جميع الاقطار ، ولاسيما الاقطار التي اقام فيها اليونان المستشرقون 109-