صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/60

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحالة الفكرية في عصر الميلاد أما الأبيقورية والرواقية فقد ظهرتا فى عصر واحد ، وانتشرتا بين المثقفين في جميع انحاء العالم المعمور ، ويبدو عليهما انهما متناقضتان ولكنهما في الواقع متقاربتان او يمكن ان تتقاربا عملا على حسب التفسير والسلوك في المعيشة نشأ ابيقور بين القرن الرابع والقرن الثالث قبل الميلاد ، وولد على القول الاشهر فى جزيرة ساموس على مقربة من شواطئ آسيا الصغرى، ولاذ باسيا الصغرى مع أهله هر با من الاضطهاد، وقد اقبل على دراسة الفلسفة وهو في نحو الرابعة عشرة ، وافتتح مدرسته في حديقة المشهورة بأثينا سنة ۳۱۱ قبل الميلاد وهو في نحو الثلاثين واذا قيست فلسفة ابيقور على معيشته الشخصية فهي حياة نساك متقشفين ، لانه كان يقضى معظم ايامه على الخبز والماء او على الخبز والجبن ، ولكن اسمه اقترن باللذات والشهوات لانه كان يعلم تلاميذه ان السرور هو غاية الحياة وافضل السرور مالم يعقب ألما ولا ندما ، ولهذا كان يجتنب الشهوات البهيمية ويجعلها من قبيل السرور ( المتحرك، وهو السرور الذى يقترن بالجهد ويعقب الندامة والعناء ، وقد كان يقسم السرور إلى نوعين : سرور متحرك وسرور مستقر او ساكن، وأفضلهما كما تقدم سرور السكينة والاستقرار و یعنی به سرور التأمل والراحة والقناعة وكان ابيقور يقبل في مدرسته العبيد والراقصات والمأجورات ولا يرى حرجا في طلب السرور حيث يوجد بريئا من الالم والندم ، بل لا يرى كيف يتخيل الحكيم «الخير اذا أخرج من حسابه مسرات الذوق والنظر والسماع ، ومن اعرض عن سرور يستطيعه في غير ألم ولا ندم فهو احمق وليس بحكيم وقد انحى ابيقور على الديانات اليونانية وغيرها من ديانات زمانه - ٦٠ -