صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/62

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحالة الفكرية فى عصر الميلاد سر 6 الانسان كلها هي السعادة التي تتهيأ له من الاستغناء عن الشهوة و تحصيل العلم ، فما زاد على ذلك من السعادة فهو وهم لايدرك او هو فضول لاخير فيه وقد نشأ الرواقيوز الاول ماديين يؤمنون بأن الوجود كله اصل واحد، ولكنهم تدرجــ وا في الروحانية وانتهى خلفاؤهم في عصر الميلاد وما بعده الى الايمان بحرية الروح في مواجهة المادة فالاله الاكبر زيوس لا يستطيع أن يجعل الجسد حرا من قيود المادة ولكنه يعطينا قبسا من روحه الالهية تصبح بنعمته اخوانا لا يفرق بينهم وطن ولاجنس ولا لغة واينما يكونوافهم مع الله ، لاحاجة بهم الى هيكل أو معبد ، فانما القداسة في النفس التي تعبد وليست القداسة فى مكان للعبادة يصنعه البناء والحداد ومن صلواتهم الصلاة المشهورة التى أثرت عن زعيمهم کلیانتس ( ۳۱۰ ۲۳۰ قبل الميلاد ( حيث يناجي زيوس قائلا: اهدني يازيوس ، ايها القدر . خذ بيدى الى حيث اردت ان فان خامرنی ترسلنی و کفی • خذ بیدی E ذه اتبعك غير ناقص ولا وجل الريب فأحجم - وتريثت فمن أتباعك لا مهرب لى ولا نجاة ويتبع الرواقي طريق القدر لانه هو الخير وليس هر غرورة فان الاله الاكبر لا يريد شرا ولا يخلفه ، وما هـ الشرور التي في الدنيا الانقائض محتومة يستلزمها وجود الخير ولا يعقل الخير بغيرها ، فلا محل للراحة بغير التعب ولا محل للشبع بغير الجوع ولا محل للرحمة بغير القسوة ، واذا كانت القسوة رذيلة فالرحمة التي تسلم النفس للحزن والغم ليست بالفضيلة الالهية ، وانما تكون الرحمة فضيلة اذا تبصرت كما يتبصر الاله في قضائه، فتنكر القسوة ولا تخضع للحزن والغم بغير حيلة ، فان الحكيم يحمل فى حكمته ترياق كل سر ودواء كل بلاء - – ٦٢ –