صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حة الحاله الفكريه فى عصر الميلاد وقد اخذ الرواقيون من الهند بسبيل فيثاغوراس على ما يظهر ان العالم ينقضى وبعود في دورات ابدية لا تعرف لها نهاية ، واعتقد بعضهم ان ارواح الحكماء تبقى فى كل دورة الى نهايتها ثم يشملها ما يشمل العالم كله من حريق النار الابدية ، وهي النار التى تظهر جميع الموجودات لتخلص من اوشابها ثم تعود دواليك في وجود بعد وجود و عالم بعد عالم وقيامة بعد قيامة والمدرسة الرواقية بأسرها مدينة للائمة الشرقيين ولا سيما Logos Orthos ۲۷۰۰ من أو 4 القطبين الكبيرين في ذه المدرسة زينوز ( ٣٤٠ قبل الميلاد ( وبوزيدون ( ١٣٥ - ٥١ قبل الميلاد ( فهم جميعا الفينيقيين او من اليونان الذين استشرقوا واقاموا منذ زمن في البلاد الشرقية، وخلاصة مذهب الامام الرواقى الاكبر - زينون - كما لخصناه في كتابنا عن الله ان الاله جوهر ذو مادة Soma وان الكون كله هو قوام جوهر الاله ، وان الأة يتخلل اجزاء الكون كما يتخلل العسل قرص الخلايا ، وان الناموس Nomos وهو بعبارة اخرى مرادف للعقل الحق الكلمة الحقة - هو والاله زيوس شيء واحد يقوم على تصريف مقادير الكون، وكان زينون يرى للكواكب والايام صفة الهية كما اسلفنا ان الفلك ينتهى بالحريق وتستكن في نار خصائص الموجودات المقبله واسبابها ومقاديرها ، فتعود كرة بعد كرة بفعل العقل وتقديره ويشملها قضاء مبرم و قانون محکم كأنها مدينة يسهر عليها حراس الشريعة والنظام ويترادف عنده معنى الله والعقل والقدروزيوس، فكلها ومن شابهها من الاسماء تدل . على موجود واحد، وقد كان هذا الموجود الواحد منفردا لاشريك له فشاء ان يخلق الدنيا فاصبح هواء واصبح الهواء ماء ، وجرت في الماء مادة الخلق Sparmatikos Logos كما تجرى مادة التوليد في الاحياء، فبرزت منها مبادىء الاشياء وهي النار والماء والهواء ويعتقد جميع - ٦٢ -