صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/64

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اخاله القدرية في عصر الميلاد والتراب ، ثم برزت الاشياء كلها من هذه المبادىء على التدريج وتعريف القدر عند زينون انه القوة التي تحرك الهيولى ، وهى قوة عاقلة ، لان ما يتصف بالعقل اعظم مما يتجرد منه ، ولا شيء أعظم من الكون Cosmos فهو عاقل لانه عظيم . ويفسر زينون تعدد الالهة في معتقدات العامة بانهم بحثوا عن الله في مظاهر الطبيعة المتكاثرة فعددوها ونسجوا حولها الاساطير من تشبيهات الخيال ، ولكن هذه التشبيهات أن هي الا رموز مجازية تد، على حقيقة واقعية وآخر الاقطاب الرواقيين قبل الميلاد زيدون الذى اشرنا اليه - كان يعلم تلاميذه ان الروح لا تفنى بفناء الجسد وانها ترتقى صعدا في السماء على حسب ارتقائها فى المعرفة والفضيلة فمن الارواح يرفرف على مقربة من الارض ومنها ما يحلق بين الافلاك العلى ويسبح معها وينعم بالنظر اليها والاستماع الى الحانها في مسراها الى يوم القيامة ، وقد كان هذا الحكيم معنيا بالهند في بحوثه الجغرافية الفلكية كما كان معنيا بها في بحوثه الفكرية الدينية ، نقرر فيما رواه عنه صاحب کتاب والشكوكيون - sceptics Stoles and ان المسافة بين قادش والهند سبعون الف ستادة ، وهى مقياس يونانى يساوى نحو مائة و خمسة وسبعين مترا ، ويقال ان هذا التقـ كان في حساب كولمبس عندما قصد الى الهند من طريق البحار الغربية دير رواقیون ويتفق مؤرخو الفلسفة على قوة الاثر الذي أعقبته المذاهب الرواقية فى عالم الرومان إلى أقصى أطرافه .. تظهر قوة هذا الاثر وسعة مداه من اتساعه لتبشير الملوك والارقاء بعد ظهور امامه الاول - زينون - بنحو اربعة قرون، فكان من أئمته العبد الرقيق ابيكتينس ( ٦٠ ۱۰۰ بعد الميلاد ( والامبراطور الكبير -18-