صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/65

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كالة الفكرية الميلاد مارکس اورلیوس : ۱۲۱ - ۱۸۰ بعد الميلاد ( وفاخر بالانتماء الى هذا المذهب قادة ورؤساء من الذين زاروا الشرق واقاموا فيه أما فلسطين خاصة حيث ولد السيد المسيح فقد كان هذا المذهب ومذهب الأبيقوريين يتقاسمان فيها افكار المتدينين وغير المتدينين، وتغلغل المذهبان بين الطوائف الاسرائيلية كأنهما زيان من ازياء ثقافة التي يتراءى بها أدعياء العلم والمدنية ، فكان الصدوقيون يميلون الى الابيقورية وكان الفريسيون يأخذون بالحكمة الرواقية على كراهتهم للتشبه بالاجانب ، ولكن شيوع الاقطاب الشرقيين بين الرواقيين 5 يصبغ نحلتهم بالصبغة الوطنية التي لا يتحرج الفريسيون من محاكاتها، تمشيا مع نزعتهم الى التجديد و من المصادفات التي تساعد على تتبع اثر المذاهب الفكرية في العالم الاسرائيلي ان عصر الميلاد انجب اكبر فلاسفة الاسرائيليين في العصر القديم وهو يهودا فيلون ، الذي ولد بالاسكندرية سنة ( ٣٠ قبل الميلاد ، ومات سنة ( ٥٠ بعده ( ومزج في فلسفته بين عقائد عصره ومذاهبه الفلسفية من كل منبت ولا سيما منبت الاغريقية الاسكندرية ، وقد اخذ القول بالكلمة Logos من الرواقيين عن هير قليطس اول القائلين بها في الزمن القديم ، وقال انها هى واسطة الله في علاقته بهذا العالم واخذ تفسير الرموز الدينية من العبادات السرية لعبادة ايزيس وعبادة اوزیریس سرابيس التي تأسست بالاسكندرية وتفرعت في أثينا و بى ورومة وبعض الموانىء الاسيوية ، ثم طبق هذا التفسير على رموز التوراة فشرحها شرحا عقليا يخالف في كثير من المسائل شروحها التقليدية ، وقال فى كلامه عن خلق العالم عليه السلام لم يأت بأسلوب كأسلوب اصحاب الشرائع الذين يحضرون احكام قومهم فى الحلال والحرام بغير ان موسی <-70-