صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/66

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحالة الفكرية في عصر الميلاد تصرف ولا تنقيح ولا بأسلوب كأسلوب اصحاب الشرائع المبهمة التي تحيط بها الالغاز والزيادات وانه روى ة الخليقة رواية تتضمن ان الدنيا مطابقة للنظام ) او الشريعة ( وان النظام مطابق للدنيا ، وأن الانسان الذى يتبع النظام ، مواطن صالح للعالم كله ، يسير في عمله وفقا لمشيئة الطبيعة التي تسير الدنيا كلها وفقا لمشيئتها وقد كان فيلون رواقيا على حافة الابيقورية ، فقال في كلامه عن ابراهیم مفسرا اسم اسحاق ان معنى اسحاق في لغتنا الضحك. i ولكن الضحك هنا غير الضحك الذى يأتى من سرور الجسد هذا الفرح الذى 4 لى فهو سرور المعرفة الصالحة ، وهذا هو الفرح روي لنا ان الحكيم ابراهام قدمه قربانا الى الله مبينا بذلك في هذا الرمز ان الفرح على صلة وثيقة بالله وحده . اذ الانسان عرضة للحزن والخوف من الشرور الحاضرة والمتوقعة ، وليس الحزن ولا الخوف من طبيعة الله . ومذهب فيلون فى الصلاة ان الانسان يصلى شكرا لله عـ مافي الكون كله وخلائقه كلها ومنها بنو آدم جميعا رجالا ونساء و یونان وبرابرة ومنها ذات المصلى جسدا وروحا ومنطقا وعقلا وحسا ، فان الصلاة على هذا المثال جديرة ان تستجاب وينقسم الانسان عند فيلون الى ثلاثة اقسام : وليد الارض ووليد السماء ووليد الله ، فوليد الارض من يطلب متاع الجسد ، ووليد السماء من يطلب متاع الفكر ، ووليد الله من تجرد عن الدنيا واقبل بجملته على عالم فوق هذا العالم معصوم من الفنـ براء من المادة ، في زمرة الهداة والمرسلين اء وليس فيلون من دعاة العزلة فى الصوامع ، لان اختلاف المكان لا يصنع شيئا وانما الخير كله من الله حيث كان ، وهو كائن في كل مكان، يهدى ركاب الروح الى حيث يشاء كذلك لم يكن يستعظم ضحية القرابين كما قال في كلامه عن -77-