صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/70

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولد السيد المسيح بأرض الجليل أو جليل الامم - كما كان يسميها الاسرائيليون ، لانها كانت اقليما مفتوحا لجميع الامم الشرقية والغربية، ولم يخلص سكنه للاسرائيلين وحدهم في زمن من الازمان ومعنى الجليل بالعبرية الدائرة ، يعنون بها الاحاطة ، لانها اتسعت لكثيرين ممن يحال بينهم وبين الاقامة في بلاد اخرى من فلسطين ولا سيما الجنوب وكانت الجليل جزءا من اقاليم الشاطئ الشمالية التي عرفت في التاريخ القديم باسم كنعان ، ثم اطلق عليها اليونان اسم «فينيقية من اللون الاحمر على ما يظهر ، وهو لون الصخور والجبال وقد امتازت کنعان قديما بالموانىء الصالحة ووقوعها على طريق التجارة من البحر الابيض الى خليج فارس الى اقصى المشرق واشتهرت في هذه المواني صيدا وصور وحيفا ، وكادت تجارة المشرق والمغرب تنحصر في صيدا وصور ، لان الشواطئ الجنوبية خلت في الزمن القديم من الموانىء الصالحة ، ولم تكن وراءها مسالك مطروقة للتجارة غير مسالك الصحراء ، وهي يومئذ قليلة الامن كثيرة التكاليف ولهذا الموقع الفريد حفلت أرض الجليل من قديم الزمن بالسياح والمة مين من جميع .م الحضارة في المشرق والمغرب، الحضارات الانسانية، وراجت فيها الصناعات و توثقت صلاتها بجميع والمعارف العملية والنظرية ، ولاسيما المعارف التي لها علاقة بالملاحة كفن بناء السفن ورصد الكواك والكتابة ، حتى تواتر ان تجار الفينيقيين وملاحيهم هم الذين نشروا الابجدية في بلاد البحر الابيض ، ومنها انتقلت الى سائر الامم الأوربية وقد دخل بعض بلاد الجليل او كنعان فی مملکه دارد بعد 16