صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/71

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

جليل الامم انشائها ، ولكن العلاقة بين الجليل واليهودية ظلت على الدوام. علاقة حذر وجفاء ان لم تكن علاقة حرب وعداء ، وكان أثر السيطرة اليهودية على بلاد الكنعانيين ان اليهود اخذوا من الكنعانيين معالم حضارتهم وعولوا عليهم فى الصناعة والتجارة، وجاء في العهد القديم غير مرة ذكر الاستعانة بالصناع والخبراء من أهل كنعان في تشييد الهياكل والقصور اليهودية ، ومن ذلك في سفر الملوك ان سليمان ارسل الى حيرام ملك الكنعانيين يرجوه أن يأمر بقطع الخشب لبناء الهيكل ويقول له : « انك تعلم انه ليس بيننا أحد يعرف قطع الخشب كالصيدونيين . . . ومنه وصف المهندس الذى كان ابوه من صدروامه من سبط نفتالي . وكان ه ممتلئا حكمة وفهما ومعرفة لكل عمل في النحاس ) ( ١ ) وقد جاء في الاصحاح السابع والعشرين من سفر حزقيال انهم كانوا يتجرون بالحنطة والعسل والزيت والبلسان والحلوى وغيرها من منقولات الامم الاخرى واعتمد اليهود على الكنعانيين في شؤن الثقافة والفن ولم ينته اعتمادهم عليهم عند مطالب التجارة والصناعة فنقلوا عنهم الكتابة وأوزان الشعر وأناشيد الصلوات ، وحدث غير مرة انهم تركوا عقائدهم وتحولوا عنها الى عقائد الكنعانيين والى ذلك يشير العهد القديم في سفر التـاة حيث يقول : « وفعل بنوا راني الشر فى عينى الرب وعبدوا البعليم وتركوا اله آبائهم الذي أخرجهم من ارض مصر ، والى ذلك أيضا يشير العهد القديم في سفر الملوك الأول حيث يقول النبى ایلیاء ان بنی اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك الى ان يقول ه وقد ابقيت في اسرائيل سبعة آلاف وهم كل الركب التى لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله . ( ١ ( الاصحاح السابع من الملوك الاول