صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/72

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بیر یہ جليل الامم ولما تكاثر عدد اليهود المقيميين فى الاقاليم الشمالية من فلسطين كالجليل والسامرة ، تغيرت عاداتهم ومأثوراتهم ونظر اليهم أبناء اليهودية نظرتهم الى الخوارج الذين انقطعوا عن اصولهم وتابعوا الغرباء على عاداتهم وآدابهم، وكان الواقع ان اهل الجليل خاصة تعودوا الكلام بالآرامية وهى لغة اهل سورية الداخلية ، أو لغة القادمين من البحر او من آسيا الصغرى باليونانية ، ومى واقتبسوا كثيرا من مأثورات الفرس والهند والعراق ، لانهم كانوا يلتقون بأبناء هذه البلاد القادمين مع القواقل الشرقية ويرجح بعض المؤرخين ان الفينيقيين الاقدمين جميعا كانوا من قبائل الخليج الفارسي التي جلت عنه وسارت مع طريق القوافل حتى استقرت على شاطئ بحر الروم وظلت محافظة بعد ذلك على علاقتها بالبحار الشرقية 4 وبلغ من بغض أهل اليهودية لابناء ملتهم في الشمال ان حنا هیرکانوس » المكابي اغار على الاقاليم الشمالية ، ومنها بلاد في السامرة وبلاد فى الجليل ، فأعاد من فيها من اليهود لى ا لنوب برة أو قبول استان وشار اليهودية وخير ام فى الشم ففضلوا البقاء على المهاجرة من بلاد آبائهم واجدادهم او من البلاد التي استوطنوها منذ زمن طويل ، ولبث السامريون منفردين بتقاليدهم، ولبث اهل الجليل متهمين منظورا اليهم بعين الريبة والاستغراب ومما اتفقت عليه اقوال المؤرخين وتردد كثيرا في روايات التاريخ ان جمهرة كبيرة من اهل الجليل كانوا عربا يتكلمـ الآرامية ويلفظون العبرية بلهجة اجنبية يلحظها اهل الجنوب ويميزون المتكلم بها من كلمات قليلة تبدر منه عرضا على غير عرف الحواريون فى الهيكل كما كانوا يعرفون في روية ، وكذ لكل فلسطين ـون