صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/76

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يفهم من رقم التقويم الميلادى أن السيد المسيح ولد في السنة الأولى للميلاد، وعلى هذا الحساب يجرى العمل بين الامم الاوروبية منذ سنة ٥٣٢ للميلاد وهى السنة التي دعا فيها الراهب دينوسيس الصغير ( Exigns ) الى تاريخ الايام من السنة الاولى للميلاد، وصحح الحساب على تقديره ثم جرى العمل على حسابه الى الآن ولم يكن الرجل صغيرا فى مكانته الدينية، ولكنه أطلق لقب الصغير على نفسه من قبيل التواضع والانكسار ، وقد حقق بحوثه و مراجعاته ما استطاع في زمانه فلم يسلم من الخطأ في حساب بضع سنوات ، ثم تعذر اصلاح هذا الخطأ عند ثبوته فتقرر استدراكه باضافة أربع سنوات الى التقويم القديم الذي يحسبه أصحابه منذ بدء الخليقة ، واعتبروا أن السيد المسيح ولد في سنة أربعة آلاف وأربع بحساب ذلك التقويم أما القول الراجح فى تقدير المؤرخين الدينيين وغير الدينيين فهو أن ميلاد السيد المسيح متقدم على السنة الاولى ببضع سنوات وأنه على أصح التقديرات لم يولد فى السنة الأولى للميلاد فقى انجيل متى أنه عليه السلام قد ولد قبل موت هيرود الكبير وقد مات هيرود قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات وقد جاء في انجيل لوقا أن السيد المسيح قام بالدعوة في السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيبريوس وهو يومئذ يناهز الثلاثين، وقد حكم طيبر يوس الدولة الرومانية بالاشتراك مع القيصر أو غسطس سنة ٧٦٥ من تأسيس مدينة رومه ، ومعنى هذا أن السيد المسيح قد بلغ الثلاثين حوالى سنة ۷۷۹ رومانية ، وأنه ولد سنة ٧٤٩ رومانية أى قبل السنة الاولى للميلاد بأربع سنوات ويذكر انجيل لوقا أن القيصر أو غسطس أمر بالاكتتاب - أى الاحصاء - في كل المسكونة ، وأن هذا الاكتتاب الأول جرى اذ . V7-