صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/78

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تاريخ الميلاد والتنجيم ، وانهم كانوا في عصر الميلاد يرقبون حادثا جللا في التاريخ البشرى حوالى سنة الميلاد، وكانوا كذلك يرصدون النجوم ليعرفوا من طوالعها بشائر ذلك الحادث الجلل المترقب من حين إلى حين ، وكان قران المشترى وزحل من الطوالع الهامة عند سكان المشرق على البحر حيث ترصد الكواكب للملاحة والتفاؤل ، وفى داخل البلاد الفارسية حيث ترصد الكواكب للعبادة واستيحاء الارادة الالهية ، ويكفى أن نذكر بقايا هذه العادة في البقعة الفينيقية الى ما بعد أيام المعرى لتعلم شأن الارصاد هنالك كما كانت في الزمن القديم، وقد كان المعرى الضرير يعنى نفسه بهذه الارصاد ويقول عن قران المشترى وزحل خاصة في لزومياته قران المشترى زحلا يرجى وهيهات البرية في ضلال لايقاظ النواظر من كراها وقد فطن اللبيب لما اعتراها وكم رأت الفراقد والثريا تقضى الناس جيلا بعد جيل قبائل ثم أضحت في ثراها وخلفت النجوم كما تراها فاذا كان هذا ما تخلف من العناية بالارصاد في البقعة الفينيقية الى أيام المعرى فليس من الامانة للبحث أن تهمل قرائن الارصاد كل الاهمال لاننا نرفض التنجيم ونرفض دعوى المجوس فيه فمن المعقول أن ننكر على المنجمين علمهم بالغيب من رصد الكواكب وطوالع الافلاك ، ولكن لا يلزم من ذلك أن تنفى ظهور الكوكب الذي رصدوه ، وأن تبطل دلالته مع سائر الدلالات ، وبخاصة حين تتفق جميع هذه الدلالات وقد ذكر فردريك فرار فى كتابه «حياة المسيح (۱) أن الفلكي الكبير كبلر حقق وقوع القرآن بين المشترى وزحل حوالى سنة ٧٤٧ رومانية ، ويقول فرار فى وصف هذه الظاهرة : « ان قرآن (1) الجزء الأول صفحة ٢١ الطبعة الثانية من مطبعة كاسل ٧٨ - 1