صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/79

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- تاريخ الميلاد - . المشترى وزحل يقع فى المثلث نفسه مرة كل عشرين سنة ولكنه يتحول الى مثلث آخر بعد مائتي سنة ، ولا يعود الى المثلث الاول بعد عبور فلك البروج كله الا بعد انقضاء سبعمائة وأربع و تسعين سنة وأربعة أشهر واثنى عشر يوما ، وقد تراجع كبلر بالحساب فتبين له أن القرآن على هذا النحو حدث سنة ٧٤٧ رومانية في مثلث التوفين أو الموتين وأن المريخ لحق بهما سنة ٧٤٨ رومانية ويظهر من هذا الحساب أن تاريخ الميلاد يضاهي التاريخ الذي يستخلص من التقديرات الاخرى على وجه التقريب ، وأن السيد المسيح ولد في نحو السنة الخامسة أو السادسة قبل الميلاد و نعود فنقول أن اثيات الرصد لا يستلزم الايمان باطلاع المجوس على الغيب من مراقبة الافلاك، وكل ما يفهم ، ولا يجوز أن يهمل ان الذين كتبوا تاريخ السيد المسيح بعد عصره بنحو جيلين كانوا يتناقلون خير تلك الظاهرة ويؤمنون بدلالتها على حدث عظيم فقرنوا بينها وبين ميلاد المسيح المنظور ، ولعل الاناجيل قد دونت والناس يتحدثون بقران فلكى من قبيل ذلك القرآن في حكم القيصر هادریان ، فقد ظهر يومئذ مسیح کذاب آمن به الرباني عقيبة ليدحض دعوى المسيحيين ، وسماه ابن الكوكب «باركوكيه بالعبرية و نقش على العملة التي سكها صورة كوكب، فعادت الذاكرة يكتاب الاناجيل الى تلك الظاهرة الفلكية النادرة ، بعد الدعوة المسيحية بنحو سبعين سنة ،

على أن الدراسات الاخيرة فى علم المقابلة بين الاديان تسوق المؤرخ الذى يكتب عن تاريخ المسيح حتما إلى مبحث عويص أدق جدا من المبحث الذى يدور حول السنة الميلادية ، فان القرن الثامن عشير قد أخرج للناس مدرسة الشك المطلق في مقررات