صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تاريخ الميلاد حمیمیرید زمین وجاء القرن العلم القديم ووقائع التاريخ المتواتر ، فشك الكتاب في وجود الانبياء والمرسلين وكاد الشك يتناول كل نبي و كل صاحب دین غير محمد عليه السلام : شكوا فى بوذا كما شكوا في ابراهيم و موسی و عیسی ، وسرى الشك الى الأدب كما سرى إلى الدين ، فشكوا في شخصية هوميروس وفي شخصية شكسبير وظن بعض المثبتين للشخصيات المتأخرة فى التاريخ أنها وجدت فعلا ولكنها لم تضع ما نسبوه اليها ولم تكتب ما ينشر بأسمائها وقد زار فولتير أمام الشاكين بلاد الانجليز فوجد هناك مدرسة بولنجبروك تتحدث بغاية السهولة في شبهاتها عن وجود السيد المسيح، وكان نابليون يسأل العالم الالمانى ويلاند : هل يعتقد أن المسيح شخص تاریخی وجد كما وصفوه ؟ التاسع وقد طغت على ميدان الدراسات الدينية موجات من الكتب التي ألفها الالمان والدنمركيون والفرنسيون والانجليز يفندون بها أقوال المؤرخين ويرجحون أن السيد المسيح شخصية من شخصيات الخيال ، وليس من المستطاع فى هذا الحيز أن نورد أقوالهم مفصلة أو مجملة في هذا الموضوع ، فان أسماء المؤلفين والمؤلفات وعناوين المسائل التي طرقوها وخلاصة البراهين التي شفعوا بها بيان تلك المسائل تستغرق وحدها كتابا كهذا الكتاب ، ولكننا نجتزى بتلخيص الاساسين المهمين اللذين قامت عليهما مدرسة الشك فى وجود السيد المسيح ، وأحدهما أنه عليه السلام لم يذكر فى التواريخ القديمة التي فصلت أخبار عصره والآخر أن روايات التلاميذ عنه قد سبقت روايتها عن شخصيات أخرى من شخصيات الزمن القديم وبعضها أقرب الى الاساطير والفروض أما المؤرخون الذين خصوهم بالذكر فهم يوسفوس Josephus