صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/81

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تاريخ الميلاد و تاستیس Tacitus وسوتينوس Suetonius وكلهم ممن أرخوا عصر الميلاد ولم يثبتوا وجود السيد المسيح بما كتبوه عن أيامه نعم وردت في نسخ من تاريخ يوسفوس اشارة مقتضبة الى عيسى القديس ، ولكن النقاد التاريخيين يجزمون بأنها مضافة اليه ، ويؤكدون أنها أضيفت بقلم أحد القراء المتأخرين الذين عجبوا لخلو التاريخ من الاشارة الى أعظم الحوادث فى ذلك العصر ، فأباحوا لأنفسهم أن يضيفوا تلك الاشارة كأنها من كلام يوسفوس على اعتبار أن الحقائق التاريخية أمانة عند من يعلمها وليست أمانة المؤلف وحده سواء عرفها أو لم يعرفها، وما كان من المعقول أن المؤرخ اليهودى الذى ينكر المسيحية يكتب عن رسول هذا الدين فيقول: ه انه فى ذلك العهد عاش عيسى ذلك الانسان القديس - أن جازا ان يسمى انسانا بعدما أتى به من المعجزات البينات وعلم الناس و تلقى الحق فاستبشر به ، واتبعه كثير من اليهود والاغريق ، وكان هو المسيح ، قالوا : ان يوسفوس اليهودى الذى مات على دينه لا يكتب هذا ولا يؤمن ايمان المسيحيين، ولو أنه آمن كما آمنوا لما اكتفى بتسجيل ذلك الحادث العظيم فى ثلاثة سطور جاءت عرضا بغير تعقيب أو تفصيل و من اللاهوتيين الذين عقبوا على هذه الملاحظة القس هورن Horne الذي ألف كتابه «مقدمة الدراسة النقدية والتعريف بالكتب المقدسة وأدرك به هجمة الشكوك الاولى فى سنة ١٨٣٦(۱) فقد ذكر هورن أن هذه العبارة موجودة فى جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة التى حفظتها مكتبة الفاتيكان من الترجمة العبرية P Introduction to the Critical Study and Knowledge of the Holy Scriptures. -11-