صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/84

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحجة تلك خلاصه الحجة التي تقوم على خلو التواريخ المعاصرة من ذكر الدعوة المسيحية في عصرها أما الحجة الاخرى وهى حجة التشابه بين القصص المروية عن السيد المسيح والقصص المروية عن الارباب في العبادات الشرقية القديمة ، فهى تعتمد على تفصيلات كثيرة تحيط بأخبار المعجزات والشعائر فى ديانات الاقدمين من المصريين والبابليين والفرس والهنود والكنعانيين ، وأكثر النقاد المتشبثين بهذه من علماء المقابلة بين الاديان المطلعين على أديان المشرق فى لغاتها ، ويغلب عليهم ترجيح القول بأن أخبار المسيح بقية من بقايا الديانات الشمسية بدل عليها عدد « اثنى عشر » الذي يشير الى البروج ويشير الى عدد التلاميذ ، ويدل عليها الاحتفال بالميلاد فى يوم الاعتدال الخريفى على حساب الاقدمين ، والاحتفال بيوم الاحد الذي اعتقدوا قديما انه يوم ويعرف حتى اليوم فى اللغات الاوربية بهذه النسبة ، وذلك عدا المشابهة في اسم الام والولادة فى المدود وركوب الحمار ابن الاتان » وغير ذلك من الشعائر والمعجزات . الشمس والغريب في شأن هؤلاء العلماء نهم لم يكلفوا أنفسهم تفسيرا مقبولا لوجود المسيحيين بهذه الكثرة بعد جيل واحد من عصر الميلاد ، فان التفسيرات التى فرضوها تتسع لشكوك كثيرة كلها أغرب من القول بشخصية المسيح التاريخية ، ولا يكفى أن يقال ان أخبار المعجزات والشعائر قديمة لتفسير الدعوة المسيحية بغير داع وبغير محور معـ لوم تدور عليه ، وقد توفى بولس الرسول في نحو سنة سبع وستين ميلادية وعاش قبل ذلك نحو ثلاثين سنة يبشر باسم المسيح ، ولم يكن قد طال العهد بتاريخ الدعوة ولم يحدث خلال ذلك ما يفسر تكوينها من المعجزات - AS -