صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/86

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تاريخ الميلاد جم 10 الاولياء ويبدو لنا أن نشوة العلم الجديد - علم المقابلة بين الاديان - هي التي دفعت أصحابها فى القرن الثامن عشر الى تحميل المشابهات والمقارنات فوق طاقتها فاننا نرى امامنا في هذا العصر. ان هذه المشابهات لا تنفى ولا تثبت ، بل لعلها الى الاثبات اقرب منها الى النفى على الاجمال نحن نرى في هذا العصر ان اتباع الطرق الدينية يتنافسون فينسب كل منهم الى وليه المختار كرامات جميع الآخرين ، لانه يؤمن بتلك الكرامات ولا يشك في وقوعها ولكنه يعتقد أن وليا واحدا هو الجدير باتيانها وهو الولى الذي اصطفاه وفضله على غيره من الأولياء ونحن نرى فى هذا العصر وفى جميع العصور أن المشهور في الصفات تضاف اليه وادر تلك الصفة وعجائبها صفة علما لتلك الصفة فى كل ما يروى عنها وينسب اليه ، ويصبح فالمشهور بالكرم تنسب اليه المكارم جميعا بغير سند ، والمشهور بالشجاعة يذكر كلما ذكرت نادرة من نوادر الشجاعة ثم يذكر بعد ذلك كأنه هو صاحب تلك النادرة أو صاحب نادرة مثلها ان لم تكن تفوقها وتزيد عليها في بابها وينبغى أن نذكر أن المسيحية وجدت قبل أن تقترن بها تلك المراسم والتقاليد ، وان المسيحيين الأوائل أعرضوا عن كثير منها واستنكروه ومنعوه ، ومنهم من كان يحرم الاحتفال بمولد للمسيح في كائنا ماكان ، وعلى رأسهم أوريجين يوم من . من الفقيه العظيم . وقد مضت ثلاثة قرون قبل أن تحتفل كنيسة . الكنائس المعتمدة بعيد الميلاد فى تاريخ من التواريخ ، ثم اختلفت الكنائس فاحتفلت الكنيسة الشرقية بالميلاد في السادس من شهر يناير و احتفلت به الكنيسة الغربية فى الخامس والعشرين من شهر ديسمبر ، ويرجح أنها اختارت هذا اليوم لتصرف <-17-