صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/93

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ہی۔ پیر صورة وصفية المنسوب الى خصومه أو أنصاره من الاشارة الى ذلك في معرض المذمة أو معرض العجب ومداراة العيوب الجسدية بالمحاسن الروحية نعم ان الانبياء فى بنى اسرائيل لم يكن لهم راسم يرشحهم للنبوة بشروط معلومة كشروط الكهانة ، ولكن اقصاف النبي بالدمامة والحدب لا يبقى فى طي الكتمان مع التحدث عنه وعن المشوهين وأصحاب الآفات الذين يبرئهم ويساقون اليه ليشفيهم من الشوهة والآفة ... وليس فى الاناجيل اشارة الى سمات السيد المسيح تصريحا او تلميحا يفهم من بين السطور ولكن يؤخذ من كلام نثنائيل حين رآه لاول مرة انه رائع المنظر ملكى الشارة . اذ قال له انت ابن اله . انت ملك اسرائيل » وأراد المسيح أن يفسر ذلك بأنه تحية يجيب بها الفتى على تحيته ، ولكنها على أية حال تحية لائق ــال للاحدب ولا للدميم المشنوء غير أننا نفهم من اثر كلامه انه كان مأنوس الطلعة يتكلم فيوحى الثقة الى مستمعيه ، وذلك الذي قيل عنه غير مرة أنهم أخذتهم كلماته لانه » يتكلم بسلطان » وليس كما يتكلم الكتبة والكهان وقد كان ولا ريب فصیح اللسان سريع الخاطر ، يجمع الى قوة العارضة سرعة الاستشهاد بالحجج الكتابية التي يستند اليها في حديث الساعة كلما فوجىء باعتراض أو مكابرة وكانت له قدرة على وزن العبارة المرتجلة ، لأن وصاياه مصوغة في قوالب من الكلام الذى لا ينظم كنظم الشعر ولا يرسل ارسالا على غير نسق ، ويغلب عليه ايقاع الفواصل وترديد اللوازم ورعاية الجرس فى المقابلة بين الشطور وذوق الجمال باد فى شعوره كما هو باد فى تغبيره وتفكيره ،