صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/94

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صورة وصفية wanna والتفاته الدائم الى الازهار والكروم والجنائن التي يكثر من التشبيه بها فى أمثاله ، عنوان لما طبع عليه من ذوق الجمال والاعجاب بمحاسن الطبيعة ، وكثيرا ما كان يرتاد المروج والحدائق بتلاميذه ويتخذ من السفينة على البحيرة - بحيرة طبرية - منبرا يخطب منه المسـ تمعين على شـ ساطتها المعشوشب كأنما يوقع كلامه على هزات السفينة وصفقات الموج وخفقات النسيم ، ولم يؤثر عنه أنه الف المدينة والحاضره كما كان يألف الخلاء الطلق حيث يقضى سويعات الضحى والاصيل او سهرات الربيع فى مناجاة العوالم الابدية على قمم الجبال و تحت القبة الزرقاء ومن ــاء وقد اطبقت روايات الاناجيل على أنه كان عظيم الاثر في نفوس النساء ، يتبعنه حيث سار و يصفين اليه في محبة ووقار ، من تتعلق بهم نظرات النساء كأنهن عظماء الرجال مأسورات مسحورات ، ومنهم من تتعلق بهم نظرات النـ لانهم يلعجون افئدتهن بخوالج اللحم والدم ونزعات الغرائز والاهواء ، ولكن الرجل العظيم الذى يجتذب اليه قلوب النساء لانه يشيع فيها السكينة ويسط عليها الطمأنينة ويفعمها بحنان الطهر والقداسة ويريحها من وساوس الضعف والفتنة ، أعظم فى نفوسهن أثرا من كل عظيم ، وهو الذي من أجله ينسين الجسد ويرتفمن يحبهن له فوق مناط الظنون لهذا لا نستغرب أن يقال أن قرينة بيلاطس كانت تحذر قرينها أن يمس ذلك الانسان الصالح ، وأن تغلب محبة التقوى على محبة الدنيا في نفوس تبعته و هجرت زينة الحياة ، ومنهن الغواني اللواتي تستدعيهن الحياة كل يوم بداع مطاع وقد وصف نفسه بانه ودیع متواضع الفؤاد ) وقال ان 11