صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/100

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عمر عن استخلف عمر توجيه الدولة عليهم في تلك العهود والالتزامات ؟ .. ان كانوا يفعلونه لهذا فلا لوم على أن يأباه . وبخاصة في الزمن الذي كان المسلمون فيه جميعا في حكم الجنود ، وما من دولة ترضي أن تبيح أزياء جنودها لمن يشاء وأما اخراج بعض الذميين من الجزيرة ، فما خرج منهم أحد الا وقد غدر بذمته وكرر الغدر مرة بعد مرة ، كما صنع أهل خیبر ومنهم من أجلى عن الجزيرة لأنه طلب الجلاء فضلا نقضه العهد ، كما فعل أهل نجران فقد صالحهم النبي على أن يبقوا في مساكنهم ولا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به ، وجاء أبو بكر فجدد الصلح على ذلك ، ، ثم فرجعوا الى الربا وأفرطوا فيه ، وكانوا قد بلغوا أربعين ألفا فتحاسدوا بينهم وأتوا عمر يسألونه اجلاءهم فاستحب هذا الجلاء على أنه لم يكن أبي على التجار المأمونين أن يدخلوا الجزيرة ويؤدوا العشور . فلما كتب اليه المشركون من أهل منبج أن « دعنا ندخل أرضك تجارا وتعشرنا» شاور أصحاب النبي فأشاروا عليه بقبولهم ، فدعاهم اليه ولا يفوتنا في هذا الصدد أمران مقترنان بخطة الاجلاء التي لجأ اليها عمر ، وأيقن بصوابها وضرورتها .. فأول الأمرين أن الجزيرة حرم الاسلام الذي كان يحيط به أعداؤه ويتربصون به الدوائر ويثيرون الفتنة على صنع الفرس بالعراق ، والروم بالشام ، ولا أمان على حرم يسكنه أناس فيهم من يغدر بأهله ، بل فيهم من هؤلاء كثيرون وثاني الأمرين أن قد سوى بين الاسلام والنصرانية في هذه النصرانية بیت المقدس للمسيحيين لا يسكنه معهم لا يقبلونه ، كما حفظ حرم الاسلام بالجزيرة العربية للمسلمين لا يسكنه معهم من يحذرون غدره . وقد أجمل العوض حين ألجأته ضرورة الدولة إلى اتخاذ هذه الخطة فاشترى بيوت أهل نجران وعقاراتهم وأقطعهم النجرانية عند الكوفة ، (1) أي جعلها لهم

أطرافه ، کما عمر الخطة، فحفظ من اه (1)