صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/108

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عمر Y المختلفان. فاذا القائد الى الحصار الذي أزمع أن يتركه رجع اليه وهو مؤمن بصواب ما يعمل ، ليستمد من الايمان بالصواب قوة أن يشعر بها وهو يؤدي عملا يخالف الصواب في تقديره وهذه السياسة هی السياسة التي جرى عليها في جميع بعوثه وغزواته وسراياه . وهي السياسة التي لا يستطيع حاکم يجرى على شيرها في حرب قديمة أو حدينة : وقد جرى عليها فجعلته كاسب النصر كما يكسبه القائد في الميدان ، وجعلت بطل الفرس رستم المشهور في التواريخ والأساطير يقول : ان عمر هو هازمه في الميدان و « انه هو الذي يكلم الكلاب فيعلمهم العقل ! .. أكل عمر كبدي أحرق الله كبده ! .. » عمر

وربما أخطأ القائد الذي يختاره ، فمسته التبعة هذا الجانب لأنه هو المسئول عن اختياره غير أنها لا تمسه من جانب الا أعفى منها من جانب آخر أو جوانب عدة ، كما حدث في وقعة الجسر التي قتل فيها قائده أبو عبيد المتقدم ذكره ثم انهزم فيها جيش المسلمين . فهو مسئول عن اختيار هذا القائد كما يسأل کل رئیس دولة في مثل ذلك ، ولكن أعذاره على التحقيق أكبر من أخطائه في كل مسألة من هذا القبيل ، وفي هذه المسألة بعينها كان اختياره لأبی عبید انصافا له حجته الراجحة فيه ، لأنه كان أول من أجاب الدعوة إلى القتال ، فلم ير من الأنصاف أن يؤخر المتقدم ويقدم عليه المتخلفين ، وقد سوغ الرجل اختياره اياه بانتصاراته الأولى التي رفعت شأنه بين القواد ، فلما أخطأ جاءه الخطأ مخالفة في وصاياه ، ومنها وجوب التريث والحذر من عبور الأنهار والحسور ، ولم يكن على لوم في تقصير عن التنبيه والتحذير وقبل أن يضع دستورا للولاة وضع دستورا لنفسه قوامة أن الحكم للحاكم ومحنة للمحكومين ، و « انه لا يصلح الا بشدة لا جبرية فيها ولين لا وهن وان الخليفة مسئول عن ولاته واحدا واحدا (1) أزمع على الأمر : نبي عليه عزمه • (۲) قوام الامر : نظامه وعماده • (۳) أي تجبر ، (4) أي ضعف . مر عمر (۳) فيه )