صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/134

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۳ 6 بخس" ولا 4 (۴). هو الذي يعلم ما جهلوه ، ولكنه كان غنيا عنها اینارا لغيرها مما هو أرفع منها وأدل على المروءة في حقيقتها. فكان يقول : « المروءة مروءتان : مروءة ظاهرة ومروءة باطنة. فالمروعة الظاهرة الرياش، والمروءة الباطنة العفاف » فهو في جملة أحواله يفرض الشظف على نفسه لأن قوته الخلقية تستطيع أن تريد فتفعل ، وتستهل الجد الذي يصعب على غيرها . ففيها رجحان يكبره العقل والخلق ، وليس فيها نقص يعاب بمقياس التفكير أو مقياس الأخلاق انما كان الرجل يحاسب غيره فيعطيه حقه في غير خرج ويحاسب نفسه فيؤثر الشدة ليقطع الشك ويدرا الشبهة ويقتدی بصاحبيه ، ويترك القدوة المثلى لمن يليه فلا سبيل عليه الباحث في نظم الحكم ولا الباحث في معاني الأخلاق على ان عصورنا الحديثة تستغرب الشظف من عمر ، وهي تهلل لملوكها وتكبر لهم حين يستنون لأنفسهم سنته في بعض أوقات الضيق والمحنة ، الأوقات التي يتنبه فيها شعور الرعية للفارق بينها وبين راعيها في المعيشة والتكليف ، وأكثر ما يكون ذلك في أوقات المجاعات والحروب وشح المؤونة على الاجمال ففي الحروب الأخيرة تجاوبت الصحف بالثناء على الملوك الذين راضوا أنفسهم وراضوا أسرهم وحاشيتهم معهم على جراية الحرب التي توجبها ضرورات التموين ، وعدوا من مفاخر الملوك أنهم لا يأكلون الا ما تأكله شعوبهم وأنهم لا يرون لهم عزة في الترف الذي يعز على رعيتهم ، فيما أوجبه على نفسه عام القحط ، وعلمتهم الشدة كيف ينفذون الى الواجب الإنساني من وراء زخارف الحضارة الحديثة وشيء آخر يستغربه المصريون في نظام حكومة عمر وان كانوا ليتمنون مثله لو استطاعوه ، ونعني به طريقته في محاسبة الولاة والعمال سواء لتحقيق العدل أو لتحقق الأمانة (1) : اللباس الفاخر ، وقيل : المال ، والخصب ، والمعاش (۲) : النقصان ۰ (۳) : يدفع • (4) أي طريقته وهي فاقتدوا بعمر