صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/159

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أننا لا الاستخلاف والتقديم فعلى أي وجه تفهم هذا الاختيار الذي صدر عن قصد وروية ولم يصدر عن مصادفة وأتفاق ؟ .. وعلى أي وجه تساءل النبي عليه السلام حين سمع صوت عمر ولم يسمع صوت أبي بكر فقال : « يأبى الله ذلك و المسلمون » ? ذلك إلا على وجه واحد يجمل بمحمد ويجمل بأبي بكر ويجمل بعمر ويجمل بالمسلمين فمن البديه أن ينظر النبي في اختيار خليفته الى جميع الاعتبارات التي تدخل في الحسبان ، ولا يقنع بالنظر إلى اعتبار واحد فاذا نظر النبي الى جميع الاعتبارات فأي غضاضة على عمر أن يقع الاختيار على أبي بكر ولا يقع عليه ? .. أن اختيار أبي بكر يجمع للاسلام فضائل الرجلين ، ولا غضاضة فيه على أحدهما ولا على المسلمين . ولكن الغضاضة أن يتأخر أبو بكر وهو سن وأسبق الى الاسلام وثاني اثنين في الغار ، وأقمن أن تبطل حوله منافسة الأنداد ، وله الرأي الصائب والشجاعة المأثورة والايمان الثابت والمسالمة المرضية والحق الظاهر في الايثار كلما قوبل بغيره من الحقوق ومع هذا الرجحان الذي انفرد به أبو بكر ترجيح آخر لاستخلافه في الموقف الذي كان منظورا بعد موت النبي عليه السلام ، وهو موقف رضى ومسالمة بين المسلمين يغنيان اذا جرت الأمور في مجراها الطيب المأمون . فاذا تأزمت واضطريت وتقدت حيلة اللين حتی نبذه أبو بكر في رفقه وهوادته فذلك اذن موطن الإجماع ، واذا صلب غيره واجتمعت كلمتهم على الصلابة ولم يبق من يلين في الأمر سواه فصلابتهم أقمن اذن أن تنعطف بلينه الى الاجماع الذي لا شذوذ فيه فالنبي عليه السلام قد حسب للعواقب كل حساب ، وقد نظر في استخلافه الى كل اعتبار ، وقد وازن بين أمور كثيرة ولم يوازن بين صاحيين ليس بينهما محل للتنافس والملاحاة (1) أي أجدر ۰ (۲) : ألقاه . 4 6 (). .