صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/219

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عمر انما يرحم . (1)

... منی . فقال له : وما ذنبي ان كان الله عز وجل نزع الرحمة من فليك عباده الرحماء . ثم أمر بكناب الولاية أن يمزق وهو يقول : انه اذا لم يرحم أولاده فكيف پرحم الرعية 1.. وكان كلاب بن أمية الكناني في غزوة فاشتاق اليه أبوه الهرم "وحزن الغيابه ، واتصل نبؤه بعمر فكتب إلى قائد الجيش يستعيد كلايا الى المدينة . فلما عاد ودخل عليه سأله : ما بلغ من برك بأبيك . قال : كنت أكفيه أمره ، وكنت أعتمد أذا أردت أن أحلب لبنا أغزر ناقة في ابله وأسمنها فأريحها وأتركها حتى تستقر ، ثم أغسل أخلاقها حتى تبرد ، ثم أحلب له فأسقيه . ثم بعث الى أبيه فجاء يتراوح في مشيته ضعيفا بصره محنيا ظهره فسأله : كيف أنت يا أبا کلاب .. قال : كما ترى يا أمير المؤمنين ... ثم جاءه بلبن حلبه ابنه ففطن الرجل ، وقال وهو يدني الاناء الى فمه : العمر الله يا أمير المؤمنين اني لأشم رائحة يدي كلاب من هذا الاناء ! .. فقال : هذا كلاب عندك حاضر قد جئناك به . فوثب اليه ابنه ، وطفق" الأب الذي لم يكد يراه يضه ويقبله ... وبکی عمر ، وأمر كلابا أن يلزم أبويه ما بقيا ، وله عطاؤه كأنه يجاهد في سبيل الله حنانه على الأطفال أنه كان يشفق عليهم أن يحزنوا في لهوهم منهم حتى يأمن على لهوه و محصول لعبه ، فحدث سنان بن سلمة أنه كان في صباه يلتقط البلح في أصول النخل - بعض المبية اذ أقبل عمر فتفرق الغلمان وثبت هو في مكانه ، فلما دنا منه أسرع قائلا : يا أمير المؤمنين ! .. انما هذا ما ألقت الريح . قال : أرني أنظر فانه لا يخفى على . فنظر في حجره ثم قال : صدقت ، الا أن المبی لم يقنع بهذا حتى يحرسه أمير المؤمنين الى بيته . فقال : يا أمير المؤمين أ أترى هؤلاء الآن .. وأشار إلى الصبية الهاربين . ثم قال : والله لئن انطلقت لأغاروا على فانتزعوا ما معي ، فمشى معه عمر حتى بلغه بيته !.. وكثير على المصدقين المفرطين في التصديق أن يعرفوا هذا عن عمر ثم (1) كبر السن . (۲) أي ضرع الناقة ، أو حلمة فرعها . (۳) أي جعل عمر I. ومن ولعبهم فلا يترك الخائف . 6 6