صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/126

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ملايعرف 9 اكبارهم السيد الأنبياء ينسيهم أنه أب من الآباء ، بل أنه أب أرحم من سائر الآباء - ظنوا أن النبي لا يحزن ، كما ظن قوم أن الشجاع لا يخاف ، ولا يحب الحياة ، وأن الكريم قمة المال . لكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم ، و القلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة ، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر ، انما الفضل في الحزن و الغلبة عليه ، وفي الخوف و السمو عليه ، و في معرفة المال و الايثار عليه . وفضل النبي في نبوته وفي أبوته أنه حزن و بکی ، وتلك هي الصلة بينه و بين قلب الإنسان ، و بينه و بين الناس ، و أي نبي تنقطع بينه و بين القلب الانساني صلة كهذه الصلة التي تجمع أشتات القلوب ؟ روی أسامة بن زيد أن زينب بنت النبي أرسلت اليه : « ان ابنتي قد حضرت فاشهدناه فأرسل اليها عليه السلام يقول : « أن الله ما أخذه وما أعطى ، وكل شيء عنده مسمی ولتصبر فأرسلت تقسم عليه ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا ، فرفع الصبي في حجر النبي ونفسه تقعقع (۱) ، ففاضت عينا النبي صلى الله عليه و سلم - فقال له سعد : « ما هذا يا رسول الله ؟ » ۰ قال : « هذه رحمة وضعها الله في قلوب من شاء من عباده ، ولا يرحم الله من عباده الا الى حمام » ما هذا يا رسول الله ؟! هذا رسول الله في أصدق ما تكون عليه رسالة الرسل : في الرحمة ، وفي الآصرة الانسانية ، و غير هذا لن يكون ومحمد قد اتقى رؤية طفل يموت لابنته وهو كهل غير يائس من العقب، فكيف يكون حزنه على فلذة كبده ابراهيم ومو بعده ذاهب الرجاء في الأبناء ؟! .. لقد كان حزنه لموته بمقدار فرحه بمولده ، و كان فرحه بمولده بمقدار أمله فيه ، واشتياقه اليه فلتحتسب 9 و پیمر . تضطرب . ۱۲۹