صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/129

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


السيد


الخير المطبوع

قدمنا الكلام في فصول هذا الكتاب عن محمد رئيسا ، و محمد صديقا ، و محمد زوجا ، ومحمد أبا ، بعد الكلام على عبقريته في الدعوة ، وعبقريته في قيادة الجيوش ، وعبقريته في السياسة والادارة والبلاغة وبقي جانب لا تتم بغيره الاحاطة بجوانب النفس الإنسانية في العلاقات بينها و بين سائر النفوس ، و هو جانب المعاملة التي تكون بين الرجل و من هم دونه ممن يملك أمرهم ، ويقبض على زمامهم ، ولا يعتصمون منه بعاصم غير عواصم (۱) طبعه وخلقه و نريده بهم الخدم والعبيد الأرقاء ، وهي معاملة لها من الدلالة على الأخلاق . ما يندر أن تدل عليه معاملة أخرى ، لأنها تأتي من طبائع النفس و عقائدها ، ولا تأتي بأمر قمر ، أو بدعوة داع فالصداقة لها الحقوق المتكافئة بین الصديقين ، لا يستطيع أحدهما أن ينساها زمنا طويلا إلا ذكره بها مذكر من صديقه الحافظ الحقوقه ، القادر على مقابلة الجفاء بمثله ، ولو في طرية نفسه • والرئاسة قد تخول (۲) الرئيس حق السيطرة، وتفرض على المرؤوسين واجب الطاعة ، غير أنها قل أن تنطلق بغير وازع من خشية النضب ، أو خشية الانتفاض ، يحسب ،له الرئيس كل الحساب أو بعض الحساب . والأب يحلف على بنية فلا يعجب الناس لعطفه عليهم ، لما ركب في طباع جميع الأحياء من حب الأب لولده ، وان اختلف الآباء في صفات العطف ، و في استحقاقهم لبر الأبناء و كذلك الزوج: يرفق بزوجته ، وليس له كل الاختيار في رفقه لما يكون بين الزوجين من دالة يعتز بها الضعيف ، و يستغني بها أحيانا عن القوة والرئاسة . د. موانع وحوافظ 2- تعطيه ۱۲۹