صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/132

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 اليها وترجع الا أننا نقير الواقع ولا نتعداه قید (۱) شعرة حين نقول : ان كثيرا من الأبناء لا يتمنون عند آباثهم خيرا من المعاملة التي ظفر بها خدم محمد و عبيده ، و من من الآباء يحسن الى أبنائه خيرا من احسان محمد الزيد بن حارثة ولا بنه أسامة ؟ فقد أعتق زیدا ورآه أهلا للزواج بعقيلة (۲) من أقرب قريباته اليه ، و أولاهن بحد به (۳) و توقيره : و هي التي آها بعد ذلك أهلا الزواجه بها ، و حظوتها (4) لديه . فلم يعطه الحرية و كشي ، ولم يعطه المساواة في العيش و کفی ، بل رفعه الى المنزلة الاجتماعية التي يرتفع اليها السادة ، ولا يثبتها شيء كما يثبتهاشرف المصاهرة ثم حفظ هذا البر الأبوي لابنه أسامة ، فولاه جيش الشام وهو دون العشرين، و في الجيش طائفة من أكابر الصحابة . فلو كان للنبي ولدفي سنه لما تكفل به أحسن من هذه الكفالة ، ولا ميزه أشرف من هذا التمييز نعم لم تعد (5) الواقع، ولا تجوزنا في الوصف، حين قلنا : ان الابن لا يتمني خيرا من معاملة محمد العبده، فقد عرف زيد فعلا أن محمدا خير من أب ، و خير من أسرة كاملة يرجع اليه ، فبقي معه ولم يذهب مع أبيه ، ولم يبق معه ایثارا لبركة النبوة، فان محمدا لم يكن قد أرسل بالدعوة اختاره زيد ، وانما بقي معه لأنه الانسان الذي يعرف حتى العبد الرقيق أن أصرة الإنسانية عنده أوثق مسن آصرة الأبوة عند آخرين آن الوالد لوليده وراثة ألوف الالوف من الأجيال ، بل وراثة الحياة في جميع الأحياء ، فاذا بلغ البر بالضعفاء مبلغ الحب الأبوي من القوة ، فقد بلغ الذروة (1) العليا التي لا متسنم (۷) فوقها الراق لقد خيرت شريعة الاسلام المحسنين بين المن واعتاق الأسرى، و بين الفداء بالمال أو المبادلة ، فأيهما اختار المالك فهو احسان . أما محمد فقد اختار المن وزاد عليه . فأعتق كل أسير صار الى حوزته (۸) ، وزاد على العتق تلك الرحمة الأبوية التي شملت كل منتم اليه ، ولم يستبح في غضبه ما يستبيحه المعلم والوالي من ام أي قدر ۴- العقيلة ، تحريمة الحي ۳- بعطفه 4- علو نزلتها و- اي ام فتجاوزه ۲ - ذروة الشيء ، قمعه واعلاه ۲ - تسنم الشيء : علاه 4- كل من فسم شيكا الى نفسه فقد جازه ، وأثره على جميع . حب ها ۱۳۲