صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/53

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الاسلام والمسلمين، فان النبي عليه السلام قد نهى في قول صریح عن قتل النساء و كرر نهيه في غير موضع، حتی قال بعض الفقهاء بمنع قتل المرأة وان خرجت للقتال، ما لم يكن ذلك لدفع خطر لا يدفع بغير قتلها.

والحادث الوحيد الذي يستحق الالتفات إليه هو مقتل كعب ابن الأشرف الذي كان يهجو المسلمين، ويقدح1 في دينهم، و يؤلب عليهم الأعداء. ويأتمر2 بقتل النبي، ويدخل في كل دسیسسة تنقض معالم الاسلام.. و كان مع قومه معاهدا على أن يحالف المسلمين، و يحارب من يحاربونهم، ولا يخرج لقتالهم، ولا يقابلهم الا بما يقابل به الحليف حليفه من المودة و المعونة.

فنقض العهد وزاد على نقضه تأليب العرب مع قومه على النبي وصحبه، وأنه رجع الى المدينة « فشبب3 بنساء المسلمين حتى آذاهم» وافترى عليهن وعليهم ما ليس يفتريه رجل شريف، وليس يرضاه في عرضة عربي غيور..

* * *

ورد في حديث مقتله أن الرهط الذين خرجوا لقتله انتهوا الى حصنه، فهتف به أبو نائلة - و كان حديث عهد بعرس - فوثب في ملحفته.. فأخذت أمرأته بناحيتها وقالت : « انك امرؤ محارب، وأن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة ! ».

وصدقت امرأته حين وصفته بأنه محارب يعامل معاملة المحاربين وقد حنثوا4 في إيمانهم، فلم يكن راعيا لعهده، ولم يكن له وازع من نفسه ولا من قومه، ولم يكن مأمونا على المسلمين وهو لائذ5 بحصنه.. فهو أقل الناس حقا في أمان.

وجاء في الخبر أن النبي عليه السلام أقر مقتله ، فعاب بعض المؤرخين الأوربيين ذلك ، وحسبوه خروجا على سنن القتال، يشبه فعلة نابليون الكبير حين أمر باختطاف الدوق دنجان


  1. يطعن ويعيب
  2. يهم به ويتشاور فيه
  3. قال فيهن غزلا مكشوفا
  4. الحنث:الخلف في اليمين
  5. لاذ به: لجأ إليه.
۵۳