صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/77

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4 94 و باسمك اللهم ، هذا حلف عبد المطلب بن هاشم لخزاعة حلفا جامعا غير مفرق : الأشياخ على الأشياخ ، والأصاغر علی الاصاغر ، والشاهد على الغائب : قد تعاهدوا وتعاقدوا أو کد عهد ، وأوثق عقد ، لا ينقضن ولا ينكث ما أشرقت شمس على شبیر (۱) ، وحن بفلاة بعير ، وما أقام الأخشبان (۲) واعتمر بمكة انسان : حلف أبد لطول أمد ، يؤيده طلوع الشمس شدا ، وظلام الليل مدا ، وأن عبد المطلب وولده ومن معهم ورجال خزاعة متكافئون متضافرون متعاونون على عبد المطلب النصرة لهم بمن تابعه على طالب ، وعلى خزاعة سرة لعبد المطلب وولده ومن معه على جميع العرب في شرق أو غرب، أو حزن أو سهل ، و جعلوا الله على ذلك كفيلا، و کفی به حميلا هذه أمثلة السبع الذي فاه (۳) به الرسول أو أقره من كلام غيره، وما أه من تجميل الكلام فهو تجميل الابلاغ الذي لا كلفة فيه وقد أعانه عليه السلام على أسلوب الابلاغ أن الذين كانوا يستمعون اليه انما كانوا يستمعون الى كلام نبي محبوب مطاع، فهو نافذ في نفوسهم بغير حيلة، مستجمع لأسماعهم بنير تشویق ، قائم بالكفاية الوسطى التي لا حاجة بها الى افراط ولا خوف عليها من تفريط أما رسائله الى الملوك والأمراء - ممن لم يسلم ولم يهتد - فانما كانت للابلاغ أول الأمر ، ثم يأتي بعدها التفسير والتفصيل على السنة المرشدين والموكا بالاجابة يسألونه عنه ، كذلك قائمة على كفاية الا بلاغ، تلك الكفاية الوسطى التي لا افراط فيها ولا تفريط ونقول أن الأمرين أعانا النبي على أسلوبه المبلغ البليغ، ولا نقول انهما أنشأه و اوحياه فان الحوار القليل الذي حفظه لنا من أيام الدعوة الأولى قبل استفاضة (4) الدين واقبال الأتباع و قد كانت له صبغة هذا الأسلوب بعينه غير ظاهر فيها أثر من الكلفة والاصطناع.. لأن مصدر الفحولة في الابلاغ ثقته ، فهي المؤمنين ا- جبل بمكة - جبلا مكة ۳ - تكلم به شيوعد وانتشاره ۷