صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/79

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 رأي النبي في الشعر وقد نقلت الينا تعقيبات معدودة عن رأي النبي في الشعر والشعراء لا تدخل في النقد الفني ، وتدخل في كلام الأنبياء الذين يقيسون الكلام بقياس الخير والصلاح و المطابقة الشعائر الدین و سنن الصدق والفضيلة . و منها قوله : « اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : « ألا كل شيء ما خلا الله باطل »، ، وقوله عن امریء القيس ، أنه صاحب لواء الشعراء الى النار ، وأنه كان يتمثل بشطرات من أبيات يبدل وزنها كلما أمكن تبديله مع بقاء المعنى المقصود ، فكان يقول مثلا : « ويأتيك بالأخبار من لم تزود » لأنها لا تقبل التبديل مع بقاء المعنى ، ولكنه اذا نطق بقول سحيم عبد بني الحسحاس : «كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا ، قدم كلمة الاسلام فقال : « كفي الاسلام والشيب للمرء ناهيا » لينفي ما استطاع أنه شاعر ينظم القصيد ، و أن سور القرآن قصائد مرتلات كما المشركون » • وقد استحسن ما قيل من الشعر في النصح (۱) عن الاسلام والذود (۲) عنه وعن آله ، فكانت آراؤه هذه وشبيهاتها آراء الأنبياء فيما يحملون من كلام ، لأنهم قد بعثوا لتعليم الناس دروس الخير والصلاح ، ولم يبعثوا ليلقنوهم دروسهم في قواعد النقد والانشاء $ زعم .

المعاني جوامع الكلم الا ان الابلاغ أقوى الا بلاغ في كلام النبي هو : اجتماع الكبار في الكلمات القصار ، بل اجتماع العلوم الوافية في بضع كلمات ، وقد يبسطها الشارحون في مجلدات ومن أمثلة ذلك : علم السلوك في الدنيا والدين وقد جمعه كله في أقل من سطرين قصيرين من قوله : « احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » • ومن أمثلته : علم السيامية الذي اجتمع كله في قوله : « كما تكونوا يول عليكم

< ا- نفح البيت ، رشه بالماء 2 - الدفاع و ۷۹