صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/94

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد اجمله جون لانجدون دانيز صاحب « التاريخ الموجز للنساء ، فقال : « آن عصر الفروسية كان معروفا بما لحظ فيه من فقدان الشبان على الجملة الاهتمام بالجنس الآخر ، ولعلنا نقل من الدهشة لذلك لو أننا وعينا كلمة الفروسية وذكرنا أنها لم تكن ذات شأن بالسيدات كما كانت ذات شأن بالخيل على خلاف پروق الكثيرين أن يذكروه ، فقلما بلغ الاهتمام بالمرأة مبلغ الاهتمام بالحصان في عصر الفروسية الا على اعتبار أنها عنوان ضيعة » Auseis .. الى القارىء محادثة من كتاب أغاني الآداب والتحيات chanson de deste يروي فيها : أن ابنة أوسيس جلست في نافذتها ذات يوم فعبر بها فتيان - هما جاران وجر برت - وقال أحدهما : « انظر . انظر با جر بيرت : وحق العذراء ما أجملها من فتاة ! دون أن يلتفت بوجهه وعاد صاحبه يقول مرة أخرى : « ما أحسبني رأيت قط فتاة بهذه الملاحة ، ما أجمل هاتين العينين السوداوين !» وانطلقا وجر برت يقول: «ما أحسب أن جوادا قط يماثل هذا الجواد » وهي حادثة صغيرة ولكنها واضحة الدلالة ، إذ قلة الاهتمام تورث الازدراء (۱) والحق أن عصر الفروسية يرينا بعض الشواهد الواضحة على هذا الازدراء : واليك مثلا حادثة في الكتاب المتقدم يروي فيها : ان الملكة بلا نشفلور ذهبت الى قرينها الملك بيبن Pepin تسأله معونة أهل اللورين ، فأصغي اليها الملك ثم استشاط (۲) غضبا، ولطمها على أنفها بجمع يده فسقطت منه أربع قطرات من الدم، وصاحت تقول : « شكرا لك . أن أرضاك هذا فاعطني من يدك لطية أخرى حين تشاء ، . ولم تكن هذه حادثة مفردة لأن الكلمات على هذا النحو كثيرا ما تتكرر كأنها صيغة محفوظة وكأنما كانت اللطمة بقبضة

  • *

ام الاحتقار - اي احترق