صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/100

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يخرج على هذا الوجه فتراه بليغا في أدائه رصينا في الفاظه متينا في عبارته ولاطائل من المعنى وراء ذلك غير أن العقاد وأشباهه من سوقة الكتاب وعوام المتعلمين انما يدافعون بمثل ذلك القول عن جهلهم وعجزهم وانحطاط أساليبهم كأنهم يقولون انما ابتلينا بالضعف والغثاثة والركا كه من جهة أننا نكتب في المعاني العلمية والاجتماعية والاستقرائية والهبابية ! ! ولو كان العرب كتبوا في مثل هذا لكان كلهم عقاداً شفاداً !! (1) أنا أفتح الآن الورقة الأولى من كتاب الجاحظ فاذا هو يقول في حكمة زرقه السماء ؛ فكر في لون هذه السماء وما فيها من صواب التدبير فان هذا اللون أشـد الالوان موافقة الابصار وتقوية لها حتى أن من صفات الأطباء لمن أصابه شيء أضر ببصره إدمان النظر الى الخضرة ماقرب منها الى السواد وقد وصف الحذاق منهم لمن كل بصره الاطلاع في إجانة خضراء مملوءة ماء ، فانظر كيف جعل هذا الاديم أديم السماء بهذا اللون الاخضر الى السواد لمسك الابصار المتقلبة عليه فلا ينكى فيها بطول مباشرة الفصار هذا الذي أدركه الناس بعد التفكر والتجارب يوجد مفروغا منه في الحلقة . فكر في طلوع الشمس وغروبها لاقامة دولتي النهار والليل فلولاطلوعها لبطل أمر العالم كله فكيف كان الناس يسعون في حوائجهم ومعايشهم ويتصرفون في أمورهم والدنيا مظلمة عليهم وكيف كانوا يتهنون بلذة العيش مع فقدهم لذة النور وروحه . فالأرب في طلوعها ظاهر مستغن بظهوره عن الاطناب فيه . ولكن تأمل المنفعة في غروبها فلولا غرو بها لم يكن للناس هدو ولا قرار مع عظم حاجتهم الى الهدو الراحة ابداتهم وجموم حواسهم وانبعاث القوة الهاضمة لهضمهم الطعام وتنفيذ الغذاء الى الاعضاء كالذي تصف كتب الطب من ذلك . ثم كان الحرص (۱) شقاد یعنی عقاد على حد قول العرب شيطان ليطان من باب الاتباع وعليه قول العامة حين يذكرون من لاقيمة له فيقولون هو عفش نقش