صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/101

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سيحملهم على مداومة العمل ومطاولته الى ما تعظم نكايته في أبدانهم ، فان كثيرا من الناس لولا جثوم هذا الليل بظلمته عليهم لما هدؤا ولا قر وا حرصا على الكسب والجمع ؛ ثم كانت الارض ستحمى بدوام شروق الشمس واتصاله حتى يحترق كل ما عليها من حيوان ونبات فصارت بتدبير الله تطلع وقناً وتغرب وقناً بمنزلة سراج رفع لأهل البيت مليا ليقضوا حوائجهم ، ثم يغيب عنم مثل ذلك ليهدوا ويقروا فصارت الظلمة والنور على تضادها متعاونين متظاهرين على مافيه صلاح العالم وقواءه . 2 90 ثم فكر بعد هذا في ارتفاع الشمس وانحطاطها لاقامة هذه الازمنة الاربعة السنة وما في ذلك المصلحة ، ففي الشتاء تغور الحرارة في الشجر والنبات فتتولد فيه مواد الثمار ويستكيف الهواء فينشأ منه السحاب والمطر وتشتد أبدان الحيوان وتقوى الأفعال الطبيعية ، وفي الربيع تتحرك الطبائع وتظهر المواد المتولدة في الشتاء فيطلع النبات وينور الشجر ويهيج الحيوان للسفاد ، وفي الصيف يحتدم الهواء فتنضج الثمار وتتحلل فضول الابدان ويجف وجه الارض فيتهيأ للبناء والاعتمال ، وفي الخريف يصفو الهواء فترتفع الامرض او تصح الابدان ويمتد الليل فيمكن فيه بعض الاعمال الطويلة إلى مصالح أخرى لو تقصى ذكرها طال الكلام فيها . . . والكتاب كله على هذا النسق وبمثل هذه العبارة . وهذا الاسلوب وقد يعلو فيه حتى يفوت اسلوب الرسائل وانما تمكنه من ذلك مزاجه اللغوى وحس هذه اللغة في نفسه واحاطته بمفرداتها في كل باب وكل معنى فما يعجزه قبيل من الكلام ولا فن من القول في منطق أو فلسفة أو اجتماع وما داخلها نوعاً من المداخلة أو أشبها وجها من الشبه . وانما الجاهل الغبي الركيك الذي يحسب اللغة لغتين في القلم البليغ هو العقاد المراحيضي لانه لا يحسن شيئاً من كل ذلك ولم يطلع و لم يقرأ لمن أحسنوه ثم يأبى على ذلك أن يقر" في حيزه وحيز أمثاله فيتطاول بعنق الزرافة ! ! ! ويذهب ESTE