صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/104

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الرقة والظرف كما ترى وهي تكاد تذوب حنانا وعاطفة ويقول المراحيضي : تم حتى اتعب العين بفرط الحسنات قل لحبيبك : أتعبت عينى ، ثقلت على عيني ، عينى ( بتوجعنى من فرط حسنك ! ! الكرباج الكرباج ياحبيب المراحيضي ! ان لم تكن أنت أيضاً .غفلا رقيعا غليظ الحس ان كل ما أتعب العين ترى الدين راحتها في إغفاله وما يكون مثل هذا في وصف الجمال المعشوق ولم يقله الاالعقاد وحده في بلادة وغباوة وجفاء بربری همجی. ولياتنا من استطاع ببيت واحد لشاعر سليم الذوق يذكر فيه « تعب عينه » من فرط حسن محبوبه ونحن نكسر هذا القلم ونسلم بكل مايدعى العقاد انظر كيف صنع ابن الرومي في قوله وفيك أحسن ما تسمو النفوس له فأين يرغب عنك السمع والبصر هكذا هكذا . ثم يعبر في شعر اخر عن معنى تمام الحسن تعبيراً في غاية الابداع يثبت المعنى الذي أراده المراحيضي في نفسه وينفى مع ذلك تعب العين كان في العين من أجل الحسيبة طبيعة غير طبيعتها التي خلقت عليها فيقول انظر كيف صنع ابن الرومي في قوله ليت شعري إذا أدام إلينها كرة التطرف مبيدى ومعيد أهي شيء لاتسأم العين منه أم لها كل ساعة تجديد هذا والله هو المرقص المطرب ولو قاله أكبر شاعر في أكبر أمة لزاد في أدبها وانظر مع كل مارأيت كيف عبر الشاعر العربي الذي لم يدرس ولم يتعلم ولم يجمع كل ديوان شعر وكل كتاب أدب في الانجليزية ولم يكن جبار ذهن ! ! كيف عبر عن حيرته في تمام حسن حبيبته وفرط جمالها في رأى نفسه وكيف أبان عن المعنى الفلسفي الدقيق الذي انتهت اليه الفلسفة الحديثة في وهم الجمال ، وأنه في الناظر لافى المنظور ، وذلك حيث يقول بشر بن عقبة العدوى 6 الـ