صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/109

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أما نحن فبحثنا فيه فلم نر إلا اصاً وعرفناه فلم نعرف إلا لئيا وفتشه النقـد فلم يجد إلاصاحب مرحاضه . ياسلام . لماذا أنت سوداء أيتها الخنفساء ? قالت لاني الشخصية اللامعة في الكون ! ياسلام . لماذا أنت مغرر أيها العقاد المراحيضي ؟ قال لأني أذكى من سعد باشا وأبلغ من سعد باشا . هذا ياسيدي وسيد كل أديب على وجه الارض کلام خنفسائي فقل شيئاً آخر . قل لنا مثلا أن الحقيقة المضحكة الساخرة القائمة في نفسك والتي هي مبعث شعورك والتي خلعتها أنت على نفسك بأوهامها وزخارفها وتلاوينها هي بعينها تلك الحقيقة القدية التي لبسها من قبلك العجل أبيس ? غير أنه ظلم بها وحبس فيها وجاءته من الناس وتراها أنت حرية فكر وجاءتك من نفسك ، والاقافهمني ياهذا بغير الكلام الخنفسائي ! ما الفرق بين عجل يقال إنه بين الناس إله أو صورة إله ، و بين رجل مثلك يقول عن نفسه بنفسه لنفسه إنه بين الناس رحمن ؟ نعم إنك مثلت فصولا لا فصلا واحداً ـ في رواية الغرور والدعوى ( ولعينها ) - كما يقول طه حسين – ولبست للناس ثياب الرواية ، ولكني رأيتك بعـد منساقاً في الحياة وراء المعاني المكذوبة التي مثلها تدعيها ولا تفارقها ، فيربك هل رأيت أثقل على النفس ممن كان مرة على المسرح ، أمام من دفعوا خمسة قروش وعشرة قروش ، فكان هرون الرشيد 11 وكان له زبيدة وجعفر ومسرور !! وكانت الروايه ، ثم يمر يوما على قسم الموسكي فيومىء العسكري الواقف على الباب ويقول له : يامسرور | اذهب ويحك الآنفا كبس دار فلان ( أرجومن فضلك أن يكون غيرى ) وائتني برأسه ! وقل لزبيدة وقل لجعفر ! ? أنت والله يا عقاد في دعواك وغرورك الأدبى أثقل وأبرد من هذا ثلاث مرات ، والذي يقول لك غير هذا فهو إنما يهزأ بك إن كان ذا رأى وكان لرأيه وزن . رأى القراء في السفود السادس خبط العقاد في نقل كلام شوبنهور واستخراجه