صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النتيجة منه على رغم أنف هذا الفيلسوف الكبير وادعائه أن ذلك رأى ابتكره وفات به العقول وأصحابها . ولكن بقى أن أعرف جواب هذا السؤال . هل في الشرق كله رجل يفهم ويرى نفسه في حاجة إلى رأى عباس محمود العقاد ! ! ! في الرد على فلاسفة أوروبا وجبابرة الذهن فيها ؟ وهل يكون الرد للشرقيين وينشر في الشرق ، أم للغربيين و ينشر في أوروبا ؟ وكم مقالة في مثل ذلك كتبها العقاد في صحف انجلترا وألمانيا وفرانسا يرد على فلاسفتها وكتابها ؟ وماذا كان تأثيرها ؟ وماذا قالت تلك الأمم عن جبار الذهن المصرى ? وهل عيرتنا نحن به أم عيرت به کتابها وفلاسفتها ؟ هذا كله سؤال واحد يفضى بعضه إلى بعض لانه ان وقع شيء من ذلك وقع الكل فأجيبونا أيها القراء . إنه إن لم ينبت ذلك كله انتفى ذلك كله وأصبحنا من العقاد وغروره ودعواه في هواء وفضاء ؛ فلم يبق الا أن العقاد وأشباهه هم المحتاجون الى الرد في هذا الشرق المسكين على شو بنهور ونيتشه وغيرها تدجيلا وتعمية وليجدوا ما يتعلقون عليه حين يجدون ما هم مضطرون اليه . فان البلية والبلية كلها آتية من عقول مضطرة للعمل العقلي اذ كان وسيلة العيش لاصحابها الذين يحترفون الكتابة في صحف تسمى صحفا على المجاز ، أي باعتبار الطبع والورق ! ! وكانت عقولهم ضعيفة رخوة إذ نشأت على طبيعة كطبيعة التسلق النباتي فلم تبلغ درجة الإحكام والفصل . ثم لا يعملون بها وهي عندهم وسائل عيش دنيتة كهربة الحوذي مثلا - الاعمل العبقريين بوسائلهم العقلية العالية . فمن ثم لا يكون همهم الا الاغارة على آثار العقول الناضجه الصحيحة بلا نقد ولا تمحيص ولا بد حينئذ من التشويه والمسخ ليعملوا عملا من عند أنفسهم فيقع الضرر من ناحيتين ، ناحية ضعفهم ! وناحية اضطرارهم - و بذلك ينحدرون إلى اضطرار شر من الاول فيرتطمون فيه وهو القطع