صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/113

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يقول ابن الرومي في ممدوحه يستعطفه ويستميل وجه رضاه : بوجهك أضحى كل شيء منورا وأبرز وجها ضاحكا غير غاضب فلا تبتذله في المغاضب ظالماً فلم تؤت وجها مثله للمغاضب هذا هو كلام العقاد بعينه نقله الى الغزل وتصرف فيه ومع ذلك جاء مضطربا نازلا عن الأصل المسروق منه . يقول العقاد لحبيبه ( واخدع جليسك بالقطوب فانى أنا الخ ) فمن جليس الحبيب غير محبه ؟ كأنها مومس لها كل ساعة جليس . هلا قال « واخدع سواى بذا القطوب » !!! ۱۰۷ D . ويقول في البيت الثاني ( الوقار المفترى ) بصيغة اسم الفاعل ، والمفترى الوقار هو الحبيب لا الوقار يفترى نفسه ، فيجب أن تكون الكلمة بصيغة اسم المفعول مفتوحة الراء ، و بذلك تسقط القافية . والبيت الثالث ( أنتم مباسمها الخ ) مع أنه من قول ابن الرومي ، ولكنه كذلك من قول الآخر : لقد حلمت بك الأيام حتى وفي البيت جعل الطبيعة تضحك في الحبيب ، فهو اذن تغرها . ولكنه في البيت الذي يليه جعل الحبيب ضحكا في ثغر الطبيعة . فنقض على نفسه وكل هذا قد سلم منه بيتا ابن الرومي كما رأيت . وقال المراحيضي في صفحة ٢١٣ ياليت لي ألف قلب تغنيك عن كل قلب وليت لى ألف عين تراك من كل صوب !!! كأنك في فم الدنيا ابتسام بالطيف يالطيف . يدعو الرجل على نفسه بالمسح والتشويه وأن يجعله الله ( من فوق لتحت ) رقماً من العيون ، فاذا أصيب مرة بالرمد جاؤه بعربة سباخ محملة من ( الششم ) أو بعربة رش مملوءة من محلول البوريك و بحار محمل قطنا فانه لا يكفى ألف عين أقل من ذلك . ولم هذا كله ؟ ليسرق العقاد بيتاً من الشعر ? فيجعله بيتين ويسقط هذه السقطة ويضمك الأدباء من غباوته . ومعنى البيت