صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/114

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۰۸ الاول أن لهذا المخنث الذي تحبه العقاد ألف عاشق فاذا كان لا بد له من ألف عاشق ولا يقنع إلا بألف ؛ فالعقاد يتمنى أن يكون له ألف قلب ليقوم وحده مقام أولئك الألف . وانظر أي سخف هذا ثم يريد أن يكون له أيضا ألف عين لينظره من ألف جهة ، فاذا صح أن الحبيب المخنث يجد له ألف قلب نحبه فهل يصح في العقل أن الجهات ألف . ? أم يظن العقاد أن تخرج عينه وتجرى وراء الحبيب ، فاذا كان الحبيب في حلوان ثم رجع الى القاهرة ، ثم كان في عماد الدين ثم في كل الشوارع خرجت عيون صاحب مرحاضه تجرى وأرسلت اليه النظر بطريقة لاسلكية فيكون حيث هو ملقى ، ومع ذلك برى حبيبه في كل مكان ? والله لو قال العقاد كل بديع مبتكر ثم قال هذا السخف لسقط ، فكيف وهو لص سارق يسرق من أبي على الحاتمي قوله المشهور : لى حبيب لو قيل لى مأتمنى ما تعد ينه ولو بالمنون أشتهي أن أحل في كل قلب فأراه بلحظ كل العيون قابلوا أيها القراء واحكموا أنكم لن تحكموا على صاحب مرحاضه الا بالجلد ثمانين جلدة على الأقل ويقول المراحيضي في صفحة ٢٥٥ : كيف لقلبى أن لا يحبك يا خدر نیم بوشيه حافل لا أنا أعمى فأستريح ولا أنت من الحسن والصبى عاطل بأي معنى عليك لا تعلق اله. بين وأنت المبرأ الكامل مرة يتمنى أن يكون له ألف عين ومرة يتمنى أن يكون أعمى فيستريح ، ولا تعلق على هذه الابيات بشيء . فاننا لا نظن ان في أهل الذوق من الشعراء وأهل الحب من المتأدبين من يقول لحبيبه : « لا أنا أعمى ولا وجهك قبيح فكيف لا أحبك ؟ » . فالعقاد هو الذي جاء بهذا المعنى . أما الشعراء فيقولون كما قال صاحبهم