صفحة:على السفود (1930) - العقاد.pdf/116

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فان قاربتك شفاه الظاء عجبت وأعجب أن تجهلا و المعنى أن جمال هذا الحبيب كنهر في الصحراء بهيج ظمأ من يراه فان دنت منه شفاه الظامئين عجب من دنوها . والأعجب أن يجهل . يجهل ماذا ! إنها كلمة من الحشو وكان محلها أن تمنع لا أن نجهل تم الصحراء إذا كان فيها (نهر) لم تبق صحراء فان كان يريد السراب الخادع فهذا يهيج الصدى ولكن لا يمكن أن تقربه الشفاه لأنه تخييل فالمعنى فاسد من الناحيتين كماثرى والصواب قول ابن الرومي : كلامك أكذب من يلمع يخيله بالضحى صحصح وفي آخر هذه القصيدة يقول المراحيضي : لقد كان وجه الثرى جنة من القبح لو من جمال خلى إن كانت ( جنة ) بفتح الجيم فلا ندرى كيف يكون وجه الارض جنة من القبح لو حلا من الجمال ، إذ لا يمكن أن توجد جنة من القبح الا في وهم مثل هذا الرقيع الفاسد التخيل . وان كانت بضم الجيم بمعنى الوقاية فهـذا أشد فساداً من الاول . وان كانت بالكسر بمعنى الجن فالمعنى مضحك ويكون هكذا : لقد كان وجه الارض جنا لو خلا من الجمال . وعلى كل حال فما خلا من الجمال فهو بالطبع من القبح . فماذا يريد المراحيضي أن يقول ؟ وفي صفحة 195 أبراك باكية وأنت ضياؤه ونعيم عيشى كله بيديك وعزيزة تلك الدموع فلينها يقنو قطيرنها نظيم سليك قطيرتها مصغر قطرتها وسليك مصفر سلك ويقنو يكون لها قنوا كـتنو الموز وهو الكباسة أي العود الذي تنبت فيه أصابع الموز ، والمعنى أن دموعها عزيزة ليت اها سليكا يكون قنوا لقطيرتها (1) ... ولم يبق لتمام العزيمة حتى يحضر خادم هذا الطلسم الا أن يقول المراحيضي بعد ذلك (1) أو المعنى من قنا يقنو أي اقتني لنفسه لا للتجارة ولا للبيع ! وهذا من أبرد المعاني ومستعمله من أجهل الناس باللغة فان كان يريدها من القنو أي الكسب فالمعنى يكسبها نظيم سليك ؟ ويخسر العقاد البيان والذوق